|


سعيد غبريس
نواف بن فيصل (الدولي)
2010-02-19
حين أطل الأمير نواف بن فيصل على الرياضة السعودية بعد وفاة والده المغفور له أمير الشباب فيصل بن فهد توسم من يعرفه عن كثب فيه مستقبلاً زاهراً، كونه تشرب من الأمير الراحل روحية العمل الرياضي من موقع القيادة.
أما الذين لم يتوقعوا أن يكون هذا الشبل من ذاك الأسد فظنوا أن الأمير نواف لن يكون فاعلاً ولن يستطيع أن يستوعب العمل الرياضي عملياً بل بصورة شرفية، وفي أحسن الأحوال فإن انغماسه في العمل الرياضي القيادي سيستغرق وقتاً طويلاً.
أنا شخصياً كنت حائراً بين النظريتين، ولكنني وخلال جلستين وجهاً لوجه مع الأمير نواف بن فيصل، إحداهما على الهواء مباشرة من خلال برنامج (قضية الأسبوع) من شاشة الفضائية اللبنانية (lbc) والثانية كانت جلسة مغلقة في مكتبه الخاص في اليوم التالي لظهوره الأول على الهواء مباشرة في برنامجي السابق.. انحزت بعد هاتين الجلستين إلى أصحاب الرأي الأول، وتحدثت إلى معارفي في الوسطين الرياضي والإعلامي عن المزايا التي تجعل الأمير نواف بن فيصل قيادياً فاعلاً، بعضها مستقاة من صلابة وصرامة أمير الشباب الراحل ومن اللمسات الإنسانية التي لازمته في كل مراحل حياته.
الجلسة (الهوائية) أكدت لي حرص الأمير نواف على الاجتهاد بدليل طلبه معلومات تفصيلية من كل الإدارات للتزود بالمعلومات والأرقام لتدعيم آرائه في حديثه عن محاور الحلقة.
والجلسة المغلقة أكدت لي أنه جدي وعملي، حين أمسك بالقلم وبدأ يدون نقاط الحوار والاقتراحات، وحين أخذ يناقش ويطور الأفكار ليصل إلى الجمل المفيدة ومن ثم إلى الصياغة النهائية، وقد استغرقت تلك الجلسة وقتاً طويلاً.
الآن وبعد هذه السنوات من اضطلاع الأمير نواف بن فيصل بالعمل القيادي في مجال الرياضة، لا أظن أنه بقي شخص واحد ممن كانوا متحفظين ومتريثين وغير مقتنعين بأن هذا الأمير الشاب سيصبح عوده صلباً.
وإذا كان البعض يعتقد أن الأمير نواف أخذ هذه المناصب في الرياضة السعودية كونه ابن الأمير الراحل فيصل بن فهد وابن شقيق الرئيس العام لرعاية الشباب، فما هو تبرير التجديد له ثماني سنوات أخرى كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، وهي الجهة التي تدير الرياضة في العالم، ومن ثم اختياره عضواً في لجنة العلاقات الدولية، وهي أهم لجنة في اللجنة الأولمبية الدولية، وذلك بعد 4 سنوات على عضويته، وبمبادرة خاصة من رئيس اللجنة جاك روج.
لولا انتظام الأمير نواف بن فيصل بحضور اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية ولجنة العلاقات الدولية، لما جددت عضويته ثماني سنوات إضافية، ولما اختير سفيراً للسلام من قبل منظمة الرياضة والسلام.
تحية للأمير نواف بن فيصل لجهوده وعمله الفعال على مستوى التطوير في اللجنة الأولمبية الدولية وعلى حجم عمله العريض كنائب للرئيس العام لرعاية الشباب ونائب لرئيس اللجنة الأولمبية السعودية ونائب لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لهيئة دوري المحترفين التي قامت وتقوم بخطوات عملاقة لرفع مستوى الكرة السعودية، ورئيس للجنة تطوير المنتخبات في المملكة ورئيس لاتحاد الفروسية.
كانت عضوية اللجنة الأولمبية الدولية تكلف الكثير الكثير للحصول عليها، وهي ذات مردود معنوي كبير للدولة قبل أن تكون منصباً شخصياً لأحد أبنائها، وها هو الأمير نواف بن فيصل يحصل عليها بالانتخاب، وعلى التجديد لفترة ثانية وعلى تبوؤ عضوية أهم لجانها، وذلك بجهوده ودأبه وجديته في العمل.