|


سعيد غبريس
العويران إنجازات لا تتوقف
2009-12-25
سعيد العويران لاعب فذ شهدته الملاعب السعودية، لم تنصفه الكرة ولا هو أنصف نفسه.
الكرة لم تنصف العويران لأن الأنظمة التي كانت معتمدة حين سجل هدفه التاريخي في المرمى البلجيكي بمونديال 1994 حالت دون احترافه في الخارج، وبالتالي حالت دون أن نشاهد نجماً عربياً متألقاً في سماء النجوم في أوروبا كعصاد وكريمو وصولاً إلى ماجر.
والعويران لم ينصف نفسه لأنه لم يكن أميناً لموهبته وكفاءته ومهارته، فاعتمد عليها دون أن يغذيها بالجهد والعرق، وكلنا نعرف أن الموهبة وحدها بدون اللياقة البدنية لا تطيل في عمر اللاعب في الملاعب.
ومع ذلك أعطى العويران خلال 16 عاماً الكثير للمنتخب السعودي ولنادي الشباب، وكان مفتاح شهرة الكرة السعودية في المونديال بذلك الهدف الذي صنف في حينه من أجمل الأهداف التي سجلت في تاريخ كأس العالم، ليرتقي سلم التصنيف إلى المركز الثالث عالمياً حسب مجلة بلجراف البريطانية المحترفة.
كما أن العويران أسهم في تلميع الكرة الآسيوية بالإسهام في الفوز باللقب الأممي ومن ثم بتدوين اسمه في قائمة أفضل آسيوي كأول لاعب يحقق هذا اللقب في القارة.
والكرة لم تنصف العويران لأنها لم تقدم له أي نسبة تذكر من الصفقات المالية الخيالية التي ينعم بها نجوم اليوم ممن لم يصلوا إلى نسبة محترمة من شهرة العويران وعطاءاته، بل أنه رضي بمخالصة 50 ألف ريال مما تبقى له في ذمة ناديه الشباب آنذاك (250).
لقد أعادت (جائزة) صحيفة تلجراف العويران إلى الواجهة الرياضية، بعدما أخذ يتلاشى عنها، وحركت في الضمائر ما كان نائماً منذ سنوات، فمثل هذا النجم ترك الميدان الذي زخر بانتصاراته بدون تكريم، ولم يحرك مسؤولو نادي الشباب ساكناً وهم يشاهدون تكريم ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد ويوسف الثنيان وسامي الجابر.
وقد ترافق الإعلان عن تصنيف هدف العويران المونديالي كثالث أفضل هدف في العالم، مع التحضيرات لاعتزال نجمين من الرعيل الثاني: نواف التمياط وحمزة إدريس، لتتحرك المياه الراكدة في بركة الاعتزالات المجمدة في نادي الشباب، وها هو العويران يعلن أن الرئيس الحالي خالد البلطان تعهد له بأن يقيم حفل الاعتزال.
العويران يستأهل التكريم وأكثر والبلطان (قدها وقدود) ولم يتأخر الأمير سلطان بن فهد، كعادته عن تكريم أبناء المملكة المتفوقين الذين حققوا لبلادهم الإنجازات فاستقبل العويران على الفور وإلى جانبه الأمير نواف بن فيصل وافتتح باب التكريم بمكرمة مالية.
وهذا الاستقبال السريع والذي يدل على التقدير الكبير لإنجازات العويران سيكون الباب الواسع الذي لن يغلق إلا بعد إقامة حفل الاعتزال.