|


سلطان بن فهد بن عبد العزيز
دولة رائدة
2009-09-23
إن من نعم الله سبحانه وتعالى على أبناء المملكة العربية السعودية هو أن جعل أمانة قيادتها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في أيادٍ أمينة مخلصة لخالقها متسلحة بالإيمان حاملة هموم ومصالح شعبها وأمتها في سياستها الداخلية والخارجية وتعاملها مع معطيات ومتغيرات العصر الحديثة بما يرضي ربها.. صامدة في وجه كل من يحاول المساس بأمن واستقرار هذا الوطن الغالي ومواطنيه.
وفي مثل هذا اليوم الذي نحتفي فيه باليوم الوطني الـ (79) على تأسيس هذه البلاد، الذي تقف فيه النفس شامخة معتزة بالنجاحات الباهرة التي حققتها التجربة التنموية السعودية الحافلة بالعديد من المنجزات الحضارية تدرك أن كل ما تحقق لهذا الكيان العظيم يعود بعد فضل الله سبحانه وتعالى إلى الحنكة السياسية التي تدار بها شئون البلاد والتي وضع لبناتها موحد البلاد المغفور له الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ ومشى على نهجها أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد ـ رحمهم الله ـ حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ويسانده الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - مما جعل منها دولة رائدة في عالمنا المعاصر في شتى المجالات.
ولأن القيادات التاريخية هي من يصنع لأمتها مجدها وعزتها وتتجلى معطياتها ومواقفها في الإنجازات العظيمة والقرارات المصيرية التي تعزز مكانة شعوبها وأمتها فمن أبرز هذه القيادات المرموقة عالميا نظرا لما حققته من إنجازات لبلادها ولأمتها وللعالم أجمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ الذي سيسجل التاريخ بمداد من نور الإنجازات التي حققها والمواقف الرائدة التي يتبناها كما هو واضح على الصعيد العملي في المنجزات الداخلية والمواقف الرائدة على الصعيد الخارجي.
فقد كان ـ حفظه الله - يسابق الزمن بإصلاحاته الرائدة، ويعمل على تحقيق التطلعات التي لم تكن تدور في خلد كثير من المتطلعين للإصلاحات الفورية والمشروعات الحيوية، مما يؤكد ما يمثله عهده ـ حفظه الله ـ من ظاهرة جديدة في منعطفات هذا الوطن الكبير مفعمة بالتطور الكبير المتسارع في كافة المجالات، والتي تجسد إحساس القائد بمكانة وطنه وأمته، وما يجب أن تكون عليه الأمة من رفعة وما ينبغي أن يكون عليه هذا الوطن من تقدم ورقي ويرتفع ببلاده إلى مصاف البلدان المتقدمة.
وإذا كانت الشواهد كثيرة ومتعددة الجوانب لمعطيات هذا القائد التاريخي لبلاده ولأمته وللعالم أجمع فإن من حسن الطالع أن يتزامن احتفاء أبناء هذه البلاد بمناسبة تأسيس هذه البلاد مع إطلاق قائد الإصلاح والنهضة الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واحدا من أبرز المشاريع التي أرسى قواعدها لتكون منارة للمعرفة وجسرا للتواصل بين الحضارات وهي (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) في مدينة ثول بإمكاناتها المادية الكبيرة وحشد الكفاءات العالمية للعمل فيها، والتي أراد لها ـ حفظه الله ـ أن تكون صرحاً علميا متفردا سابقا لزمانه في النهج والإدارة والمنهجية وذلك لكونها لا تقف عند حدود مقيدة وجسور ضيقة، بل تتخطى جميع الحواجز المادية والقيود الروتينية لتتألق على مستوى الجامعات العالمية، ولتكون رائدة في مجالها العلمي وإشراقها التقني.. ولتصبح كما أرادها خادم الحرمين الشريفين (منارة من منارات المعرفة وجسرا للتواصل بين الحضارات والشعوب وأن تؤدي رسالتها في بيئة نقية صافية مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز).. وستكون بإذن الله ترجمة حقيقية لرؤية وتطلعات القائد الفذ في صنع المستقبل الناهض الذي تزهو به البلاد واستشراف الآفاق العليا في بناء الإنسان وتسخير المادة في سبيل كل ما يحقق رقيه وتطوره.. وما هذا المشروع العلمي الذي يتزامن افتتاحه مع احتفاء المملكة وأبنائها باليوم الوطني (79) والذي سيشهده عدد كبير من قادة العالم وجمع من العلماء إلا تتويجا لمعطياته العديدة ـ رعاه الله ـ في هذا الجانب والتي كان آخرها موافقته الكريمة مؤخرا على إنشاء أربع جامعات جديدة في كل من الدمام والخرج وشقراء والمجمعة لتقف شامخة مع بقية صروح العلم في المملكة ما هو إلا تأكيد على تصميمه على ضخ المعرفة وتفجير الطاقات المخزونة لدى أبناء هذه البلاد في كل منطقة ومحافظة وفق أرقى المواصفات العلمية.
وإذا كانت هذه واحدة من معالم معطيات ملك الإصلاح والإنسانية وفي جانب من جوانب إصراره على بناء الإنسان التي سارت بها قوافل العطاء غير المحدود وانطلقت بها مشروعات الإصلاح والتطوير في شتى مجالات الحياة.. فإن شباب ورياضيي هذا الوطن الغالي الذين وفي ظل الدعم والرعاية الكريمة التي يحظون بها والتي تجسدت في تسخير كافة الإمكانات للشباب لصقل مواهبه واستثمار أوقاتهم بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، وإنشاء المدن والأندية والصالات والملاعب الرياضية الضخمة وبيوت الشباب في كافة مناطق المملكة مما انعكس على تسارع النمو الرياضي خلال السنوات الماضية ووصوله بكل اقتدار إلى العالمية.. يقفون في مثل هذا اليوم العزيز على الجميع يجددون ولاءهم لقيادته الحكيمة وتشبثهم بعقيدتهم الإسلامية السمحاء والتسلح بالعلم والمعرفة، نابذين كل فكر دخيل واعتقاد فاسد لا يمت بصلة للمصادر الأمينة للعقيدة الإسلامية مؤكدين عزمهم بفضل الله ثم بدعم قيادتهم على مواصلة مسيرة البناء والعطاء للوطن.
وسيبقى الشباب هم الدرع الحصين لأمن واستقرار الوطن.. وسيبقى اليوم الوطني لهذه البلاد المناسبة الهامة في استشعار المواطن السعودي لدوره ومسؤولياته الدينية والوطنية في مواجهة كل تيارات الشر التي تسعى إلى زعزعة أمنه واستقراره والمساس بثوابته ومعتقداته الإسلامية الصحيحة.
سائلا الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني - حفظهم الله - وأن يعز بها دينه.. إنه سميع مجيب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

* الرئيس العام لرعاية الشباب