|


صالح الخليف
الرجل الذي ريح الحريم
2017-07-15

العاملات والسيدات والخادمات مدينات للسير الإنجليزي جيمس دايسون ونيابة عن أخواتي السعوديات والخليجيات أتقدم له بالشكر الجزيل، متمنيًا أن ينعم بحياة باذخة وهانئة ومطمئنة..

لقد وفر لهن الوقت والراحة وليس في حياة الإنسان ما هو أهم وأثمن من الوقت والراحة.. عندما اخترع المكنسة الكهربائية المزدوجة أواخر السبعينيات الميلادية.. تنظيف البيوت والموكيت والسجاد عملية مزعجة ومرهقة وطويلة وتسرق الوقت والجهد.. لكن السير أنهى المشكلة تمامًا باختراعه مكنسة أديسون وهذا اسمها الشعبي الشهير.. والآن ليس هناك بيت يخلو من مكنسة أديسون التي جعلت الحياة أسهل كما تردد أغلب عناوين إعلانات المنتجات الإلكترونية..

إنه رجل يستحق الحب والتقدير كما استحق لقب سير الذي تمنحه عادة دول الكومونولث مكافأة شرفية لشخصيات مهمة وناجحة ومؤثرة لعطائها وإنجازاتها في مختلف المجالات الإنسانية.

في صباه فقد والده الذي اختطفه الموت عقب صراع شرس مع السرطان.. شعر بالانكسار والألم والوجع لكنه لم يسقط أو يتراجع.. درس التصميم الداخلي لمدة أربع سنوات واكتشف سريعًا أنها مهنة لا تتوافق مع تركيبته ومزاجه فتوقف على الفور.. دخل الرياضة وعوالمها من بوابة الجري للمسافات الطويلة وسجل أرقامًا مميزة.. ويقول عن هذه التجربة: "كنت جيدًا للغاية فيها، ليس لقدراتي البدنية، بل لأني كنت أتحلى بعزم أكبر من البقية فهذه الرياضة علمتني العزم".. وليست سباقات الجري وحدها التي تحتاج إلى العزم.. سباقات الحياة كلها بحاجة إلى العزيمة.. وإلا فستجد نفسك في آخر الصف..!! 

سلك طريق الاختراع والتطوير والابتكار.. وهنا سجل إبداعات متواصلة وكاد يتعثر لولا مساعدة مالية تلقاها من زوجته ديردري هيندمارش التي كانت تعمل في قطاع التعليم.. ليساهم بقوة في تطوير الغسالات والمراوح وماكينة تنشيف اليدين.. شركة هوفر العملاقة استنسخت إحدى أفكار دايسون فلجأ إلى القضاء واستطاع الحصول على قرار من المحكمة بتغريمها أربعة ملايين جنيه إسترليني.. عام 1983 أوصد التجار البريطانيون الأبواب في وجهه فاتجه إلى الأسواق اليابانية وحقق فيها انتشارًا واسعًا قبل أن تتمدد اختراعاته إلى خارطة الكرة الأرضية.. انتصر على بلاده من الخارج.. يملك الآن قرابة الثمانية مليارات جنيه أي ما يعادل أربعين مليار ريال سعودي.. لديه أراضٍ واسعة على كامل محيط بريطانيا.. ونقلت صحيفة الديلي ميل أن دايسون يمتلك خمسة وعشرين ألف هكتار بزيادة خمسة آلاف هكتار عما تملكه الملكة إليزابيث الثانية.. ويعيش دايسون أوقاتًا هادئة بعيدًا عن الضجيج وصخب المدن ويقضي وقتًا طويلًا في مزرعته التي تحتوي على معدات وآلات سعرها يفوق المئتي مليون جنيه إسترليني.. فيزرع البطاطس والبقدونس ويستخرج العسل..

يقول إنه يستمتع ويرتاح بهذه الأعمال البدائية التي تذكره بأيام الطفولة.. لقد أراح دايسون المرأة في كل مكان.. وآن له أن يرتاح ويستخرج العسل.. فقد كانت مكنسته على قلب المرأة مثل العسل..!