القرآن الكريم الكتاب الوحيد في التاريخ الذي لو قرأته مليون مرة فلن تصاب بالملل أو الكلل من قريب أو بعيد .. كلام المولى جلت قدرته.. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.. والكلام عن أطهر الكلام يبدو مهمة معقدة وعملية تتداخل فيها الكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلم الجينات .. قبل يومين تناقلت وكالات الأنباء العالمية والمواقع الدولية حديثاً للاعب ريال مدريد الألماني المسلم مسعود أوزيل كشف فيه أن زميله النجم الكروي الأغلى في العالم البرتغالي رونالدو يشعر بالسكينة والهدوء والطمانينة عند سماعه آيات محكمات من كتاب الله الكريم.. لا أعرف ما هي اللغة التي يقرأ فيها أوزيل كتاب الله وآياته البينات على مسامع رونالدو .. لكنني أعرف ويعرف أوزيل ويعرف كل مسلم أن هذا القرآن لو نزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ...أعتقد أن أجمل وصف لكتاب الله العزيز من ألسنة البشر جاء على لسان واحد من عتاولة مشركي قريش، وهذا واحد من أسرار عظمة القرآن .. قال عنه وفيه (إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه). ... ولهذا الكلام قصة طويلة ومشهورة ومتداولة على نطاق واسع .. أما القائل فهو الوليد بن المغيرة .. كان أحد أبرز رجالات قريش وزعاماتها .. رجل وصف بالذكاء والفطنة والسياسة والدهاء والخبرة والاطلاع والمعرفة.. كان مليارديراً وأحد أكثر رجال العرب ثراء ومالاً وجاهاً وسلطة.. كان معتزاً بنفسه وأولاده العشرة الذين من بينهم القائد الإسلامي التاريخي خالد بن الوليد ... لقد سمع الوليد بن المغيرة آيات القرآن من لسان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في لحظة صفاء فقال ما قال مسجلاً شهادة حية ومنصفة لا أكثر ولا أقل وكانت أكثر مصداقية وواقعية في وقتها ومناسبتها رغم أن الوليد تراجع فيما بعد عن أقواله وانقلب على عقبيه وخسر الدنيا والآخرة وبئس المصير إرضاء لجاهلية مريضة .. وما حدث مع الوليد بن المغيرة قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ها هو اليوم يتكرر وإن بصورة مغايرة ومختلفة مع رونالدو.. ولدنا وتربينا كمسلمين على تدبر كتاب الله متى ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً .. لكن شخصاً مثل رونالدو بنجوميته وأضوائه وشهرته وشبابه وأمواله ومن عالم آخر هو من يجعلك تتوقف وتعيد النظر وتتذكر الوليد بن المغيرة ... إنني سأترقب بلهفة وانتظار ما سيقوله رونالدو عن القرآن الكريم لأعقد مقارنة بين كلماته وكلمات الوليد بن المغيرة ... بالطبع وشبه مستحيل أن يأتي اللاعب بشيء أعمق من رأي الملياردير الجاهلي.. سأنتظر ما سيقوله.. ثم أقول رأيي .. وإلى ذلك الحين وكل حين .. جعل الله القرآن ربيع صدورنا .. قولوا آمين.