|


صالح الخليف
سعوديون في دبي
2013-03-09

للسعوديين مع دبي قصة عشق خاصة.. فتتعايش داخل نفوسهم في هذه المدينة ذات الطابع الأوروبي والغربي النائمة على ضفاف الخليج مشاعر متشابكة.. يعتبرون أنفسهم أهل دار و(راعين محل) كما هو حال الخليجيين في كل مكان من دول مجلس التعاون، وعلى الجهة الثانية يلمسون في كل لحظة واقعاً مدنياً مختلفاً من لحظة دخولهم المطار وحتى المغادرة.. فدبي لا ترتدي على المجمل البدلة والكرافة عوضاً عن الزي الخليجي شبه الموحد.. أقصد أنها خليجية الهوى أوروبية الهوية.. أقصد أنها لنا نحن الخليجيين، لكنها تحتضن آلاف الإنجليز والألمان والسويديين.. أقصد أنها تتكلم العربية لكنها تعلمت اللغة الإنجليزية وأتقنتها حتى خيل لنا أنها ولدت من أب عربي وأم أجنبية، وتربى الطفل الصغير طوال حياته في أحضان والدته وبين أخواله.. قبل يومين أعلنت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أنها سجلت قفزة هائلة في عدد السائحين والزائرين الذين تخطوا حاجز العشرة ملايين، وبلغت عائدات الفنادق فقط قرابة التسعة عشر مليار ريال في العام الماضي.. وكشف المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي هلال سعيد المري أن السعوديين هم أصحاب اليد الطولى في انتعاش السياحة، محتلين المرتبة الأولى بين أكثر من 181 جنسية تزور دبي على مدار العام، وأشار المري أيضاً إلى أن السعوديين زادوا بنسبة 30 % في السنة الماضية، وعشرات المرات أزور فيها دبي وأعرف عز المعرفة أن إمكانية تحويل وجه السائح الذي يذهب إلى هناك تبدو أحياناً صعبة وشبه مستحيلة.. دبي قريبة وليست كما يقولون غريبة.. وطالما أنه يزورها كل عام قرابة العشرة ملايين إنسان من كافة أصقاع الدنيا فهذه دلالة واضحة وضوح الشمس على أنها مغرية وجذابة وتستحق الزيارة كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً.. وأذكر أنني تحدثت مع القنصل السعودي في دبي عماد مدني عن المشاكل التي يوجهها السعوديين في تلك المدينة الصغيرة ذات الإمكانيات والطموحات والرؤى الكبيرة والعملاقة، فأكد أن السعوديين الذين يتدفقون بأرقام هائلة إلى دبي هم الأقل إثارة للمشاكل والمنغصات.. وجزئية مثل هذه تستحق أن نتوقف عندها كثيراً وطويلاً.. وهو نفس الكلام الذي قال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير عن كون طلابنا وأبنائنا في أمريكا متقيدين بالأنظمة، وأنهم من أكثر الجنسيات المختلفة التزاماً واحتراماً لدولة ينهلون من جامعاتها وكلياتها أنواع المعرفة. الذي أريد أن أقوله وباختصار ووضوح أن السعوديين أنعشوا اقتصاد دبي.. لأنها تستاهل.. أيضاً أقول: السعوديون يحترمون النظام خارج الحدود سواء في دبي أو أمريكا بشكلٍ كبيرٍ وواضحٍ ومشهود.. هل يفعلون الشيء نفسه في الرياض والدمام وجدة وعرعر وبلجرشي وتبوك والنماص..؟.. هذا هو السؤال الكبير.. والإجابة ستكون موجعة وتسبب الصداع.