|


صالح الخليف
هذا مذيع ولا شعبولا..؟
2013-03-08

إذا قلت إن فلاناً ابن فلان الفلاني ثقيل دم وطينة، وما ينبلع فأنا أولاً وأخيراً أتحدث عن نفسي.. ولا لي أي علاقة بما يقوله غيري.. أسوق هذه المقدمة حتى لا يظن أحد أنني أتبلى على أحد.. أقول ما أراه وأجري على الله. البرامج الرياضية التلفزيونية صارت أكثر من الهم على القلب.. وهذه ليست مصيبة.. المصيبة أن يأتيك مذيع ثقيل دم وطينة، ولا يمكن هضمه حتى لو شربت سفن آب بالحجم العائلي دفعة واحدة.. وأعتقد أو أجزم أن السوري مصطفى الآغا مؤهل وبجدارة ليحصد جائزة المذيع الأثقل دماً والأصعب هضماً على مستوى الوطن العربي، خاصة وأن برنامجه يعرض على قناة ناجحة وقوية وتدخل كل بيت من المحيط إلى الخليج.. إننا بحاجة إلى جهة رسمية دولية متخصصة لإجراء مسابقة من هذا النوع ولو كان لدي القدرة المالية والمعنوية لتكفلت بتنظيمها ودفع كافة مصاريفها حتى أثبت لكم أن المذيع السوري الذي يضحك أكثر مما يتكلم.. وإذا تكلم قلنا ليته سكت، مؤهل وبلا منافسة لانتزاع اللقب، كما انتزع بشار الأسد لقب الشخصية الأكثر كراهية على مستوى العالم منذ عامين.. الذي ساعد مصطفى الآغا على الاستمرار طوال هذه السنوات هو وجوده في قناة متمكنة وقوية مثل (mbc).. ولو كان الآغا يظهر على الشاشة السورية أو قناة الدنيا قبل إيقافهما بقرار من جامعة الدول العربية لصار الآن نسياً منسياً. من النادر أو شبه المستحيل أن تنقل صحيفة أو وسيلة إعلامية حواراً أو لقاءً جرى في صدى الملاعب، والسبب أن كافة النجوم والشخصيات الرياضية التي ظهرت عبر شاشة (mbc) مع مصطفى الآغا ضاع وقتها بهرطقات لا طائل منها سوى ضحكات يطلقها الآغا مع نفسه وكأنك تستمع لواحد من مجانين القرى.. لا أدري من الذي أوهم الآغا بأن الضحك والتحول إلى أراجوز وممثل كوميدي هو نوع من النجاح.. ويبدو أن هناك من ضحك عليه وقال إن الناس والمشاهدين يفضلون هذه الطريقة من التقديم، كونهم سئموا وملوا من الروتين والأداء الرسمي.. وإذا كان بالفعل هناك متهم قال للآغا هذا الكلام فذنبنا في رقبته. الضحك متعة وترويح للنفس وهروب من الحزن والكآبة.. والضحك هو أبرز أشكال ووسائل التسلية والتواصل بين الناس.. لكن ليس بالطريقة الساذجة التي يقدمها الآغا منذ سنوات على الشاشة. إذا كان مصطفى بن الآغا مضحكاتية وبرنامجه محطة من محطات الضحك في المحطة العملاقة، فهنا أسحب كلامي وأمسح كل ما قلت وأعتذر بشدة.. أما إذا كان مذيعاً يقدم برنامجاً تلفزيونياً رياضياً اعتيادياً فالمسألة تحتاج إلى إعادة نظر. أعرف أن من حقنا وبضغطة زر الهروب عبر الريموت كنترول من المذيع السوري ثقيل الدم والطينة، ولكن ليس من حقنا أن نسكت لمن حولوا البرامج الرياضية إلى حفلة واسعة من المسخرة والإسفاف. علمونا ونورونا قبل أن نوغل أكثر وأكثر.. مصطفى الآغا هذا مذيع منكتاتي ومهرج يضحك على قفشاته وحركاته وتعليقاته من يجلس أمامه فقط.. أم مذيع رياضي مثله مثل غيره من المذيعين؟.. هناك بين أوساط الفنانين محمد عبده.. وأيضاً هناك شعبان عبدالرحيم وكلهم فنانون.. هل مصطفى الآغا هو شعبولا المذيعين مثلاً..؟.