المحاماة مهنة الأذكياء.. والمحاماة لا تقبل أنصاف الحلول فإما أن تكون محامياً ناجحاً وفذاً ومتألقاً وتصنع لنفسك عالماً خاصاً مليئاً بالقوة والجاه والمال، وإلا فإنك ستركن على الصف وتبحث عن وظيفة تسد فيها رمق عيشك.. يعني تستلم راتبك آخر الشهر وتستدين من البنك قرضاً لشراء سيارة وتسكن بيتاً عادياً وتسافر إلى أقرب نقطة تجد فيها متنفساً لتغيير الجو.. وكثير من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وآخرهم الرئيس الرابع والأربعين باراك أوباما امتهنوا مهنة المحاماة قبل أن تصعد أسهمهم في عالم السياسة ويتولوا قيادة أعظم دولة في التاريخ الحديث.. والسينما المصرية دأبت تقديم المحامين على الوجهين.. أحياناً تشاهده متمكناً وينقذ الضحية من منصة الإعدام وأحياناً تشاهده غبياً وعلى قد حاله.. وعادل إمام لعب الدورين، ففي فيلمه "طيور الظلام" مع يسرا كان محامياً شاطراً، أما فيلمه "احترس من الخط" مع لبلبة فظهر كمحامٍ تعيس مسكين تحل عليه الصدقة.. وقبل ثلاثة أيام قرأت تفاصيل قضية فتاة عمرها 14 عاماً، اتهم خمسة شباب بهتك عرضها في دبي والعين.. والقضية تفاصيلها طويلة عريضة، لكن الأهم هو طلب محامي المتهمين حامد المنهالي استخراج شهادة ميلاد للمجني عليها من هيئة الصحة في أبوظبي مسجل فيها تاريخ ميلادها بالتقويم الهجري، معتبراً هذا المستند مفصلياً وجوهرياً بين مستندات القضية.. والسبب بالطبع هو تكبير عمر الفتاة بقدر المستطاع لإبعادها عن صفة القاصر حتى يمكنه تخفيف العقوبة عن موكليه والخروج بأقل الأضرار.. وإذا كانت هناك فائدة ستجنيها من كلامي عن المحامين وكلامي عن قضية الفتاة الإماراتية وكلامي عن المنهالي فهي فائدة واحدة لا أكثر ولا أقل.. فمن الآن وصاعداً إذا سألك أحد عن يوم ميلادك فانتبه أن تخبره بالتاريخ الهجري، وقل له يوم ولادتك بالدقيقة والساعة واللحظة واليوم والليلة والشهر والسنة؛ لكن بالميلادي.. لأن هذا الميلادي سيوفر عليك شهراً كاملاً كل ثلاث سنوات.. وعشان أوضح لك أكثر إذا بلغ عمرك السادسة والثلاثين بالهجري فعمرك بالميلادي سيكون حسابياً (35) عاماً.. وبهذا يكون المحامي الذكي والشاطر حامد المنهالي هداكم إلى طريقة توفير عام كامل من عمرك على الورق كل 36 سنة هجرية.. وهذا سيتوقف فقط إذا كنت من ذلك النوع من البشر الذي يخاف من خريف العمر ويخاف من الشيخوخة ويخاف من الشعر الأبيض.. ويريد أن يظل طول ما هو عايش صغير فتمشي الأيام والسنين وهو واقف في مكانه ويغني دائماً مع صوت سيدة الشرق الراحلة أم كلثوم -رحمها الله- في عملها الأسطوري (ألف ليلة وليلة) التي كتبها مرسي جميل عزيز ولحنها أعظم موسيقار عربي على مدار التاريخ بليغ حمدي.. يغني (ما احنا مش حاسين العمر ثواني والا سنين).. يغني.. ويدعي للمنهالي.