|


صالح الخليف
إنهم يستحقون الاحترام
2013-03-04

العلم نور والجهل ظلام.. هذا لا شك فيه.. وكل الآباء والأمهات الأغنياء منهم والفقراء يدفعون أبناءهم وفلذات أكبادهم إلى التعلم والحصول على أعلى الشهادات طمعاً وأملاً في العيش حياةٍ كريمةٍ ومريحة.. فالشهادة ستقودك إلى الوظيفة.. وكلما كانت شهادتك عالية وتخصصك نادراً ومطلوباً فهذا يمهد لك الطريق أكثر نحو النجاح والراحة والمال والسعادة.. وهذا الكلام كله صحيح.. وإنّما لا تصدق أنه قاعدة عامة.. هناك مليارديرات يملكون أرقاماً فلكية من المال، وفلوسهم تغطي عين الشمس ومع ذلك لا يحملون شهادات جامعية.. يقف على رأس هذه القائمة أغنى أغنياء أهل الأرض الأمريكي بيل غيتس الذي تبلغ ثروته 54 مليار دولار، لم يستطع إكمال دراسته الجامعية بسبب انشغاله بتأسيس شركته "مايكروسوفت" التي أقل ما يقال عنها أنها تركت الحياة ألذّ وأسهل. والثاني رجل الأعمال الإسباني أمانسيو أورتيغا خامس أغنى رجل في العالم ومؤسس شركة آينديتيمكس للأزياء وتبلغ ثروته 45 مليار دولار، ثم أمريكي آخر هو لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل المتخصصة بصناعة البرمجيات وتبلغ ثروته 28 مليار دولار، ورابعاً الأمريكية كريستي والتون صاحبة سلسلة المحلات التجارية الكبرى وول مارت وثروتها 24 مليار دولار، وأيضاً السويدي انغفار كامبراد مؤسس شركة إيكيا وثروته 23 مليار دولار.. والقائمة العالمية طويلة ومثيرة للجدل ومغرية للمعرفة والاطلاع.. أما محلياً فكما نقول في لهجتنا الشعبية السعودية (عندنا وعندهم رزق).. لدينا عشرات الأثرياء الذين نحتوا الصخر وصاروا أعلاماً على رأسها نيران متقدة في عالم المال والأعمال.. هؤلاء لم يدخلوا جامعة في حياتهم وبعضهم بالكاد يقرأ ويكتب لكن تجارتهم وأرقام حساباتهم بالبنوك تجعلك تصاب بدوار البحر حتى لو كنت جالساً في أعماق النفود أو الصمان.. والخلاصة والزبدة ومربط الفرس إن الشهادات العليا سلاح في وجه الزمن.. طال الزمن أو قصر.. وإنما لا يمكنها هي وحدها فقط أن تكون البوابة إلى انضمامك رسمياً لمن يملكون المليون وإخوانه الأعزاء.. فهي أرزاق وسبحان مقسم الأرزاق.. وهناك سؤال بريء براءة الذئب من دم يوسف.. طالما هؤلاء يملكون كل هذا المال الوفير وكنوزهم تنوء مفاتيحها بالعصبة أولي القوة.. لماذا لم يشتروا شهادات عالية كالماجستير أو الدكتوراه من تلك الجامعات المضروبة التي لديها استعداد تام لإيصال شهادتك حتى لو كنت ساكناً في قرية اعيوج لينه؟!.. وفي الآونة الأخيرة ظهر على السطح موقع إلكتروني متخصص بكشف وفضح من يحملون شهادات مزيفة ومزورة ومن بينهم شخصيات إعلامية ورياضية وقانونية. إنني في هذه الحالة أحترم أولئك التجار الأغنياء ليس لأنهم نجحوا في الحصول على المال لكن لأنهم لم يتدنسوا بذلك النوع من الشهادات رغم أنهم ليسوا من سكان اعيوج لينه.