|


صالح الخليف
يا خوفي إذا فازوا
2013-03-03

قلت هنا قبل أكثر من شهرين إن فوز الفتح بلقب الدوري السعودي هو ضرب من الخيال وأشبه بالمستحيل.. وكلما فاز هذا الفريق الصغير بإحدى مبارياته جاءني زميل أو سمعت صديقاً يسخر ويذكرني بأن نظريتي ورهاني سيصبح هباءً منثوراً.. المشكلة الكبيرة في كلّ الحكاية أنني شخصٌ عنيد ومكابر، وأقاتل دون آرائي حتى النفس الأخير، ولهذا سأظل محتفظاً ومتمسكاً بأن الفتح لا يمكنه الفوز بالدوري إلا إذا انتهت المنافسة بصورة رسمية.. عندها سأقول لمن يحبّ الفتح مبروك لا أكثر ولا أقل.. وسأظل مصمماً أن رؤيتي كانت مبنية على المفروض والمنطق والواقع، لكنه على أيّة حال زمن العجايب.. ويا زمان العجايب وش بقى ما ظهر.. الفتح فريق صغير.. والصغار لا علاقة لهم بالدوري في كلّ مكان وهذه مسألة محسومة ومتفق عليها.. علاقتهم بالدوري دائماً وأبداً معزومة من ضمن المعازيم.. علاقتهم بالدوري مثل علاقة شاعر شعبي بدار الأوبرا.. يعني علاقة سطحية وبسيطة، ويعرفونه معرفة وجه. قبل أيام قرأت خبراً يقول: إن عضو شرف نادي الفتح خالد الراشد تبرع ببناء هياكل شعب مرجانية باسم نادي الفتح في أعماق جزر المالديف الواقعة على المحيط الهندي من القارة الآسيوية والتي تساهم في حماية البيئة بعد الفيضانات التي تعرضت له الجزر في الفترة الماضية، ويعد الفتح النادي العربي الوحيد الذي أنشئ باسمه هيكلٌ مرجانيّ؛ وبعد أن فرغت من قراءة هذا الخبر التعيس راودتني نفسي وإن النفس لأمارة بالسوء.. هل أتهكم عليهم وأسخر منهم وأشرشحهم؟.. لكني تذكرت أن السخرية من الآخرين ليست صفة محمودة، وتذكرت قوله تعالى (ولا يسخر قوم من قوم).. وتساءلت: هل ما فعله الراشد ببناء هياكل من الشعب المرجانية يندرج تحت مظلة الأعمال الخيرية؟.. أذا كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن محافظة الأحساء أولى بالخير من جزيرة واقعة على المحيط الهندي فالاقربون أولى بالمعروف .. إلا إذا كانت فكرة تأسيس نادي الفتح انطلقت بجلسة مالديفية جمعت أسماء فتحاوية تاريخية في أوائل شهر أغسطس.. في هذه الحالة فقط سأجد لهم عذراً بأن يتجه أحد أعضاء شرفهم إلى حماية البيئة في المالديف أما غير ذلك فأقول: يا مثبت العقول. وأخيراً وقبل أن تقع الفأس بالرأس ويخطف لقب الدوري سيظل الفتح فريقاً صغيراً ومتواضعاً.. وأتمنى ألا يغضب عشاقه ورجاله من هذا الكلام فهو ذم يشبه المدح، فلو كان فريقهم كبيراً وحقق الدوري لما كان هناك ما يستحق الذكر، لكن المفارقة أنه صغير بتاريخه وإنجازاته.. وكبير فقط بطموحاته.. وسأنتظر نهاية الدوري على أحر من الجمر، لأرى ماذا سيفعل أعضاء شرفه بعد أن يصعد إلتون ورفاقه إلى المنصة.. هل سيجتمعون وينقذون طبقة الأوزون من التلوث.. أم أنهم سيذهبون أبعد من ذلك كثيراً ويقررون دعم اقتصاد دول ما يسمى بالربيع العربي من الانهيار.. كل شيء في زمن الفتح والشعب المرجانية ممكنة.. والله يستر علينا وعليهم.