|


صالح الخليف
لم يعد محتالاً
2013-03-02

قلة قليلة من الخليجيين شاهدوا مسلسل درب الزلق مرة واحدة.. شخصياً تابعته ثلاثين أو أربعين مرة.. لا أبالغ.. ربما يكون الرقم أكثر بكثير.. كلما عرفت أن قناة فضائية تعرض درب الزلق ذهبت لأنضم حتى دون سابق معرفة إلى مشاهديها.. لم أقابل صديقاً أو زميلاً أو قريباً إلا واعترف بمتابعته لهذا المسلسل مثنى وثلاث ورباع. ودرب الزلق لايحتاج إلى تعريف أو تذكير.. فالمعرف لايعرف.. وما يعنيني ويهمني اليوم ليس العمل وتفاصيله وقصته ونجومه وأبطاله .. هناك زاوية أخرى أجبرتني أن أحدثكم عن درب الزلق.. تقول موسوعة ويكيبيديا في أحد جزئيات حديثها عن بطل المسلسل الأول حسين عبدالرضا: "وهناك يتعرف على محتال يقوم بدوره فؤاد حسين باشا، يقنعه المحتال بشراء الأهرامات وأبو الهول ويصحبه حسينوه معه إلى الكويت باعتباره مستشاره، يتخلى الاثنان عن صفقة شراء الأهرامات وشحنها من مصر إلى الكويت لاستقطاب السياح". هذا الكلام الذي كان خيالياً ومضحكاً في أحد مشاهد مسلسل كوميدي عرض قبل 35 عاماً يبدو أنه سيكون واقعاً وحقيقة منظورة على الأرض.. والمفروض تعتذر ويكيبيديا وتلغي لقب المحتال عن فؤاد حسين باشا.. وكذا نكون خالصين، فطوال الثلاثة أيام الماضية انشغلت الصحافة المصرية بقضية طلب دولة قطر استئجار الآثار المصرية بالكامل لمدة خمس سنوات مقابل 200 مليار دولار، وأكد هذا الكلام رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار محمد البيلي، فيما كشف أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للآثار السابق الدكتور مختار الكسباني أن العرض المقدم يشمل إقامة معرض لمدة ثلاث سنوات بشكل مبدئي في العاصمة القطرية الدوحة.. وبالتأكيد أن هذا شيء لايمكن تطبيقه بصورة فعلية لأسباب كثيرة رغم أن المصريين انقسموا إلى فسطاطين.. وكانت وجهة نظر الموافقين على بيع الآثار أن السياحة تجلب لبلدهم 10 مليارات سنوياً أي ما يعادل 50 ملياراً كل خمس سنوات أما بيعها بذلك المبلغ الضخم الذي عرضته قطر على الحكومة المصرية فإنه سيكون حلاً سريعاً وناجعاً لكل المشاكل والأزمات الاقتصادية.. المهم ما علينا.. بإمكانك الآن بعد ما عرفت هذه القضية وبكل اختصار أن تستمع لأغنية كتبها الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد وشدا بها صوت فنان العرب: "مذهلة تملأك بالأسئلة.. هي ممكنة والا محال.. هي أمر واقع أو خيال". ويمكنك أيضاً أن تتداخل بأحد البرامج الإذاعية وتهديها للأخ العزيز فؤاد حسين باشا.. وإذا سألك المذيع من وين هذا وما هي وظيفته انتبه تقول محتال استناداً على ويكيبيديا.. قل أنه رجل تنبأ قبل 35 عاماً بحقيقة تشبه الخيال.. إنه رجل سبق عصره.. وباع الحقيقة.. ولم يشتريها سوى حسينوه.