|


صالح الخليف
بين نبيلة والإيطالية
2012-12-18

بين السياسة والرياضة تتشابه أوجه كثيرة وتتقاطع طرق عديدة.. فالرياضة أحياناً تتحول إلى سياسة .. والسياسة آبار عميقة من التحالفات والصراعات والخلافات وضرب تحت وفوق الحزام .. والسياسة أيضا مباراة كروية مفتوحة واللي تكسب به العب به.. شوفوا مثلاً الساحة السياسية المصرية وراقبوها هذه الأيام.. إنها صورة طبق الأصل من إحدى بطولات الأندية العربية.. تصريحات وتشكيك بالتحكيم وفي النهائي وبعد أن يطلق الحكم الصافرة الأخيرة تبدأ الحفلة ويتشابك لاعبو الفريقين، ثم تتوقف البطولة حتى إشعار آخر.. وهناك عشرات الشخصيات الشهيرة التي تجمع السياسة والرياضة في حقيبة واحدة وعلى رأس قائمة كهذه لابد أن يقف رئيس الوزراء الإيطالي سيليفو برلسكوني الذي تولى قيادة الحكومة في ثلاث فترات وفي ذات الوقت لا يزال رئيساً لنادي إي سي ميلان، ويصنف أيضا كأغنى رجل أعمال إيطالي، وطاردته اتهامات قوية بممارسة الرذيلة مع راقصة مغربية الأصل تدعى كريمة المحروقي لم تتجاوز السبعة عشر ربيعاً.. وفي مطلع التسعينات الميلادية قدمت السينما المصرية فيلماً خطيراً بعنوان (الراقصة والسياسي)، عن قصة للكاتب إحسان عبدالقدوس وإخراج سمير سيف وبطولة نبيلة عبيد، وفيه تدور الأحداث حول ارتباط راقصة محترفة بمجموعة من السياسيين والمسؤولين الذين تستفزهم وتهددهم بكشف علاقتها معهم، واعتبره البعض فيما بعد أنه جاء ليتنبأ ومنذ فترة طويلة بأحد جوانب الثورة المصرية.. ويعيد التاريخ نفسه بين السياسة والرياضة لكن بصورة أكثر ضبابية وسوداوية، ففيلم نبيلة عبيد يصبح واقعاً لا خيالاً والأبطال ليسوا ممثلين أو من نجوم الشاشة وإنما أسماء حقيقية ومعروفة شكلاً ومضموناً.. بعدما خرجت مؤخراً الإيطالية (ليادي ليو) والمحترفة في تصوير المشاهد والأفلام الإباحية القذرة لتعلن أنها قررت كتابة سيرة حياتها الماجنة وتفضح خلالها العديد من الوجوه التي مرت عليها.. والمفاجأة ليست هنا لأنها في نهاية المطاف إذا أرادت كتابة أسرارها فهي حرة.. وكلمة حرة هنا المقصود بها أن تعمل ما تريد فقط.. وليس الحرة التي قال عنها الحارث بن سليل الأسدي (تجوع الحرة ولا تأكل بثديها).. فالسيدة ليو أكلت وشبعت ولم تكن جائعة.. رغم أن الجميع يعرف عز المعرفة أن الجوع كافر.. فهذه الممثلة عزمت أمرها بأن تفضح اللاعبين الذين مروا على فراشها وقالت إن من بينهم أسماء دولية إيطالية معروفة مثل: إنزاغي وياكوبنتا وفييري ولوكا طوني وماركو بوديلو، وجميعهم (سود الله وجيههم) يملكون رصيداً واسعاً من المشاركات الدولية ويعدون نجوماً كباراً في تاريخ كرة القدم الإيطالية. صحيح أن الكرة الإيطالية غارقة في أصناف الفساد والتلاعب والرشاوى.. لكنها الآن وفي حادثة الممثلة الإباحية تعيش فساداً أخلاقياً يشبه إلى حد بعيد ومتقارب ما قدمته نبيلة عبيد في السينما قبل عشرين عاماً.. ربما هو تقاطع السياسة والرياضة مرة أخرى.. تقاطع وتلاقي حتى على طريقة نبيلة عبيد والممثلة الإيطالية.. لقاء على طريق مقمر.. أو لقاء الغرباء.. وضحكنا ضحك طفلين معاً.. وعدونا فسبقنا ظلنا.