|


صالح الخليف
أيها العقلاء.. أين القضية؟ ـ صالح الخليف
2012-12-13

في قضية إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع الملك النمرود دروس وعبر كثيرة من بينها أن الإنسان الذي لا يملك الحجة الواضحة وضوح الشمس والدليل القاطع فإنه يخسر الرهان في نهاية المطاف. أنكر ذلك الملك المتعجرف المتكبر المتغطرس في القصة المشهورة وجود الله جل جلاله.. فجاءه إبراهيم بدلائل وقرائن لم تقنعه أو تعجبه حتى قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب. اليوم هناك من يرمي التهم ويلصقها على عباد الله.. تهم رخيصة بائسة وسخيفة.. يرمونها جزافاً.. وما أضعف حيلتهم وما أقل أدلتهم حينما يقال لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. قبل أيام ظهر قائد إخواني على قناة سكاي نيوز وقال إن من قتل الناس أمام قصر الاتحادية هم الفلول وأنصارهم ومؤيدوهم، وعندما سأله المذيع: "ما دليلك" قال حجازي بلكنة مصرية واثقة: "واضحة..". يتهم الناس بالقتل بلا دليل فقط لأن القضية في نظره واضحة وكأنه لم يرَ بأم عينيه من أطلق النار على المتظاهرين كما تناقلته قنوات فضائية مصرية.. وكما قال الشاعر العراقي أحمد مطر: وينبغي في هذه القضية.. أن تجعل الشاهد بندقية. هذا في مصر وسياستها.. السياسة التي أشعلها وأحرقها من قالوا وقالوا.. وما أكثر ما قالوا.. وما أقل ما صدقوا. اليوم أيضاً تنشغل الساحة الرياضية السعودية في قضية رشوة.. قضية مليئة بالاتهامات.. وبلا متهمين.. إنها نكتة قانونية جديدة.. ومن يمتلك النكت القانونية غيرنا؟ لو قلت أنا "محاكيكم" بعظمة لساني أن فلان الفلاني حاول يرشيني وذهبت لأي صحيفة تحترم نفسها وتصون شرف المهنة كما يقولون وطلبت منها أن تنشر هذا الكلام وعلى مسؤوليتي فهل تملك الحق بنشر كهذا؟.. ثم من قال إنني صادق.. ربما أكون نصاباً ومن أحفاد مسيلمة الكذاب.. ولا أريد الحق والإصلاح.. أريد فقط التدمير والخراب. ثم كيف يمنح برنامج تلفزيوني اشتهر بأصوات تقدم العلاج والدواء والحلول مساحة واسعة لقضية مشوهة ومريضة ومشبوهة؟ فهل هناك قضية أصلا؟.. هل هناك طرف مستفيد؟.. هل هناك أجندة. ربما.. أقول ربما دبرت بليل.. وربما وراها ما وراها. كرة القدم لعبة خطرة وممتعة وهذا التمازج أعطاها مزيجاً من القوة والشعبية.. والكلام عن الرشوة ممتع عندما يكون في جلسة داخل استراحة، وخطير ومميت وقاتل عندما يطرح في التلفزيون والإعلام.. يصبح قائلا بالضبط مثل ذلك الذي أطلق النار أمام قصر الاتحادية على المتظاهرين العذل وقتلهم وجدت من يدافعون عنه بكل استماتة ويؤكدون براءته.. وينسون أن أرسطو قال: العاقل يتروى والعالم يشك والجاهل يؤكد. أيها العقلاء.. طاب مساؤكم.. وليكن هناك فرقاً واسعاً ومساحة شاسعة بين كلام الاستراحات وكلام الجرايد.. كالفرق بين أدلة نبينا إبراهيم ـ عليه السلام ـ وأفكار النمرود.. هذا الكافر الذي بهت.. والله لا يهدي القوم الظالمين. كاتب صحفي