|


صالح الخليف
يبكون فمتى يضحكون؟
2012-12-11

بعض إدارات الأندية السعودية لا تتعلم.. والعلم نور والجهل ظلام.. ترتكب نفس الأخطاء في كل عام وبنفس الطريقة وبنفس الوصفة.. حتى خيل لنا أنها أدمنت هذه الطريقة وتحتاج من يهديها على طريق الصواب.. هذه أبرز عيوبها.. ورحم الله امرأ أهداني عيوبي.. تتعاقد مع المدرب وتقول.. آمر تدلل ولك علي الدلالي.. اطلب ما شئت وما تمنيت وما تريد من اللاعبين الأجانب وستجدنا ننفذ طلبك حتى قبل أن يرتد إليك طرفك.. يأتي اللاعب المطلوب حياً أو ميتاً وبزفة الجمهور العاشق الولهان بالإعلام والالتفات ويحول صالات المطار إلى قاعة أفراح تعم فيها فوضى القبلات والأحضان.. يبدأ الفريق خوض المنافسات ويتلقى الهزائم.. وتبدأ الغيوم بين الرئيس والمدرب تحوم فوق أجواء تلك العلاقة الدافئة في أول المشوار. يخسر الفريق أمام خصمه اللدود ثم يقرر السيد الرئيس وبلا سابق إنذار أن يعيد المدرب إلى بلاده غير مأسوف عليه لأنه سبب الهزائم والبلاوي.. يرحل المدرب ويبقى اللاعب المقلب صاحب الزفة الشهيرة في المطار فلا يمكن التخلص منه بسهولة لأن هناك فقرة واضحة وصريحة بين بنود العقد تجبر إدارة النادي إن أرادت التخلص منه على دفع ملايين اليوروات عن يد وهم صغائرون.. إنها مشكلة كل عام ونتيجة حتمية لأولئك الذين يتكلمون عن الفكر الاحترافي الكروي ولا يملكون منه سوى العناوين العريضة.. أما التطبيق والتفصيل فوسع صدرك.. واتركهم في غيهم يعمهون. إن الإدارة التي تترك مهمة اختيار اللاعبين الأجانب للمدرب المؤهل للمغادرة في جنح الظلام بعد خسارتين أو ثلاث إنما تضحك على نفسها.. وتضحك الآخرين عليها.. ضحك في ضحك.. هي تضحك وهم يضحكون.. وهناك فريق ثالث للبكاء والنحيب جاهزون.. هؤلاء البكاؤون هم في المطار المستقبلون، وفي المدرجات المشجعون، ولا أحد جاب خبرهم ولا هم يحزنون. طريقة وفكرة أن تترك اختيار اللاعبين للمدرب هي واحدة في أدوات الاستقرار الفني ولا أحد يشك في هذا لكن بشرط أن يكون هذا المدرب مثل السيد فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي أمضى أكثر من 25 عاماً قائداً ورمزاً لهذا النادي العريق.. أما المدرب الذي يتم التعاقد معه أوائل الصيف ونقرأ خبر إقالته قبل بداية الشتاء فهذا يفترض ألا يحق له حتى اختيار موقع جلوسه على دكة البدلاء، فهو ضيف شرف لا أكثر ولا أقل.. لكنهم يكذبون عليه ويقولون له نحن الضيوف وأنت رب المنزلي. هناك أربعة أجانب، وكرة القدم ليست عملية كيميائية معقدة، وكل فريق معروف ماذا يحتاج، وعلى هذا الأساس يجب أن تتعاقد الأندية مع اللاعبين وفقاً للحاجة.. والحاجة أم الاختراع.. وإلا كيف تتعاقد هي نفسها مع عشرات اللاعبين المحليين دون التشاور لا مع مدربين ولا مختصين؟.. تتشاور فقط مع نفسها كما فعلت الحكومة المصرية في حوارها الأخير يوم السبت الماضي.. والشور شورك يا يبه. أيها الإداريون الناجحون وما أقلكم أوقفوا هذه الطريقة المضحكة.. هذا إذا كنتم تريدونهم يتوقفون عن البكاء.