اعتاد المجتمع الرياضي المحلي على أن يكون مجتمع ردة الفعل كما هو مجتمعنا الكبير للأسف، قبل أيام قليلة فارق الشاب ياسر هوساوي الحياة بعدما سقط في مباراة مع فريقه الذي يمثّل أحد أحياء جدة أمام فريق الاتحاد في الملعب الرديف في نادي الاتحاد لأنه لم يجد العمليات الإسعافية الكافية، وبالتالي لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى.
المواجهة الودية تمت بدون حضور سيارة إسعاف، وبدون تواجد جهاز طبي متخصص بدليل أن أخصائي العلاج الطبيعي في الفئات السنية بنادي الاتحاد الذي حاول إسعافه لا يملك أية شهادة طبية، ومؤهله بكالوريس تربية بدنية، ويعمل مدرساً للتربية الرياضية في مدرسة خاصة، كما نشرت إحدى الصحف.
قبل أكثر من 7 أشهر ذكر رئيس اللجنة الطبية في اتحاد كرة القدم السعودي الدكتور صالح الحارثي أن الأجهزة الطبية في قطاعات الفئات السنية في الأندية في حاجة إلى اهتمام كبير من إدارات الأندية لكونها تعاني من مشكلات عدة في التخصص والتجهيز.
عدت لثنايا الخبر المنشور آنذاك، ووجدت في نصه أن اللجنة الطبية تتأهب للقيام بجولة ميدانية «تفتيشية» على أندية الدرجتين الممتازة والأولى لمعاينة المؤهلات العلمية الطبية لأعضاء الأجهزة الطبية والعاملين في عيادات كل نادٍ، تمهيداً لإحلال نظام جديد يتمثل في مصادقة المؤهلات العلمية الطبية لكل من يعمل في أجهزة وعيادات الأندية من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، وبإشراف من اللجنة الطبية في الاتحاد، خصوصاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يتأهب لإحلال «طب كرة القدم» في ملاعب العالم كافة.
وجاء في الخبر أيضاً تأكيد رئيس اللجنة أنهم يعملون على تهيئة المناخ الطبي الملائم في الأندية الرياضية السعودية، وفق رؤية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتمثلة في توفير طب لكرة القدم في الملاعب، مؤكداً أن هدف اللجنة يكمن في تعزيز الصحة لدى اللاعبين من مراحل الفئات السنية حتى مرحلة الاحتراف.
الكلام أعلاه جميل في كل تفاصيله حتى ولو لم يتم حتى الآن لكنني سأتوقف أمام الجزئية الأخيرة التي أراها الأخطر، ولها علاقة بوفاة اللاعب، حيث جاء في نهاية الخبر:
"أبدى الدكتور الحارثي استياءه من عدم اهتمام الأندية المحلية بطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم المعمم عليها مطلع الموسم الجاري ـ المقصود هنا الموسم الماضي ـ والمتمثل في «حقيبة فيفا الطبية» الخاصة بالإنعاش الرئوي والقلبي للاعبين خلال مباريات كرة القدم".
وأضاف: "مازلنا ننتظر تجاوب واهتمام الأندية بحقيبة «فيفا» الطبية، التي طالب بها الاتحاد الدولي، فكلفة الحقيبة بين 18 و20 ألف ريال، وتم إبلاغ الأندية بأهميتها وبالشركات التي توافر هذه الحقيبة المهمة".
أخيراً فتشوا في أروقة الأندية، وعاقبوا المُقصرّ منها، وعليكم بإحلال خريجي العلاج الطبيعي الذين تمتلئ بهم جامعاتنا، بدلاً من تحويل العيادات إلى حقل تجارب يكون ضحاياها لاعبون إما مضاعفة لإصاباتهم أو وفاتهم.