قبل عامين كتب الصديق والزميل خالد الباتلي عدة تغريدات متسلسلة كانت عبارة عن جملة من المقترحات عن اليوم الوطني، محاولاً إثارة قائمة من الأسئلة التي بالإمكان الإجابة عليها عملياً، لكن هذه الأسئلة، وربما غيرها في الوقت ذاته لم تجد آذاناً صاغية.
يقول الباتلي: "في اليوم الوطني.. لم لايقام حفل كبير برعاية الملك لتكريم المبدعين في الوطن في كل الأنشطة..وتكريم المؤسسات والقطاع الخاص المتميزة ؟".
ويضيف: "في اليوم الوطني لماذا لا تقام مباراة بين بطل الدوري وبطل الكأس، وتكون عرساً رياضياً يتم تكريم الرياضة والرياضيين فيه؟
الفكرة الأخيرة كانت قبل إقرار مسابقة كأس السوبر السعودية.
ويختم تساؤلاته عبر حسابه في تويتر:
"في اليوم الوطني.. لم لايتم تكريم رجل العام.. وامرأة العام..ومسؤول العام.. لنقول للمحسن أحسنت؟".
هذه التساؤلات وجدتها تشمل نظرة أوسع وأجمل وأكثر رقياً لليوم الوطني بدلاً من تركه عرضة لاجتهادات تفتقد إلى برامج ترفيهية ونشاطات اجتماعية معدة بشكل يتناسب مع كافة شرائح المجتمع.
سأتوقف هنا أمام تساؤله الخاص بالمشهد الرياضي الذي يعاني جموداً متكرراً، اللوم لايقع على الرئاسة العامة لرعاية الشباب بل حتى الأندية كافة تعاني من غياب التواجد الفاعل في هذه المناسبات الكبرى.
الدور الاجتماعي كما هو الثقافي في أغلب الأندية معطل بلا شك، وقلة هي الأندية التي تهتم بهذه الجوانب، ولعل نادي الشباب هو الأكثر بروزاً، مع وجود أندية أخرى بلا شك لكنها أقل في الاهتمام، في تجسيد حقيقي لواقع الأندية الحاضنة للنشاط الرياضي فقط.
"يوم الوطن" الذي سيحل بعد أيام قليلة للأسف سيمر مثل غيره داخل أروقة الأندية من دون إبراز جوانب مهمة في مسيرة الدولة للعاملين غير السعوديين فيه، والأجهزة الفنية واللاعبين المحترفين.
أرى أن تعامل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع اليوم الوطني، وهي الجهة المهتمة بالشباب يجب أن يكون أكثر فاعلية، مع فرض برنامج متكامل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، والأندية على رأس قائمة هذه الجهات.
جميل أن تحتفل الأندية في كل عام بتكريم 3 أسماء من أهم نجومها في الألعاب المختلفة، أو من حققوا إنجازات كبرى في مسيرة النادي، أو حتى الإداريين الذين أثروا العمل الإداري في النادي، أو حتى المشجعين المؤثرين، وكذلك العاملين البسيطين بمن فيهم طباخ النادي أو السائق أو موظف السنترال، المهم أن يكون اليوم الوطني في أي ناد مختلفاً، ويكون مرتبطاً بمناسبة يترقبها جميع منسوبي النادي بلا استثناء ولكن للأسف كل ذلك لم يحدث.
إجمالاً إقامة مناسبات شبابية واجتماعية في مقرات الأندية في كافة مناطق المملكة سيوفر البديل المناسب للشباب الذين يفتقدون الفعاليات التي تتناسب مع أهمية هذا اليوم، لذا بات تواجدهم المكثف في الطرق والأسواق مبرراً وطبيعياً لأنهم بلا بديل، والمظاهر الشبابية غير المقبولة اجتماعيا بالإمكان السيطرة عليها عبر فتح أبواب الأندية المتجاهلة في الأصل لكل نشاط غير رياضي، إذ إن رياضتنا تستحق الكثير، وشبابنا يستحق أكثر، ووطنا يجب أن يكون وعاء لهذا الحب.. وسلامتكم.