|


صالح الصالح
إلى رئيس ( رعاية الشباب )
2014-08-31

في الموسم الماضي لم يجد الرئيس العام لرعاية الشباب سابقاً الأمير نواف بن فيصل رداً حول سؤال أحد المغردين في "تويتر" عن غياب تدخل الرئاسة في وضع نادي الاتحاد ـ المضطرب آنذاك ـ، وإقالة رئيسه المهندس محمد الفايز بعد أحداث ملعب الشرائع في مكة التي أعقبت ثلاثية النصر الدورية في مرمى الاتحاد إلا القول: "لا يحق للرئاسة إقالة إدارة منتخبة، هذا حق للجمعية العمومية... إلخ".

هنا أجد أنني أتفق مع الأمير نواف في جانب أهمية عدم تدخل الرئاسة لكن في المقابل أتساءل عن دورها في تنظيم عمل الجمعيات العمومية والمقتصرة فعلياً على الأهل والأصدقاء والأحباب ممن تكون خياراتهم موجهة ومرتب لها من قبل إدارات الأندية، والشواهد كثيرة.

المرحلة الحالية التي يقودها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد مرحلة مختلفة منذ بدايتها رغم التركة الثقيلة، وثمة قرارات إيجابية صدرت خلال الشهرين الماضيين تعزز من هذا الرأي.

وأعتقد حالياً أن الأندية تمر بمرحلة تاريخية، وعلى الرئاسة إدراك كيفية مسايرة هذه المرحلة أو تسهم في صناعتها وتنظيمها بطريقة يحفظها التاريخ لها عبر حل جميع مجالس إدارات الأندية نهاية الموسم الجاري، والدعوة لعقد جمعيات عمومية حقيقية في كافة الأندية، ولعل واقع الأندية حالياً يساعد على ذلك، في ظل أن الأندية مُفرّق دمها بين قبيلتيّ التكليف أو التزكية في تغييب حقيقي وواضح لدور المشجع الذي يأمل أن يقوم بواجبه تجاه ناديه وأقل مراتب ذلك دعمه عبر الاشتراك في عضوية النادي، واختيار من يأمنه على عشقه الرياضي.

تجربة انتخابات اتحاد كرة القدم للمرة الأولى قبل أقل من عامين نحتاج لتعميمها في الأندية، وهي عملية من شأنها أن تؤسس لعمل احترافي سيقضي على مزاجية الرؤساء، ووصاية أعضاء الشرف المتنفذين، وإشعار الجمهور الرياضي بأهميته، وأنهم جزء رئيسي في عمل الأندية، وأنهم هم لوحدهم أصحاب القرار في اختيار الرئيس بأصواتهم، وكذلك لديهم فرصة محاسبته، وسحب الثقة منه في ظل عدم وفائه بوعوده، أو لارتكابه جملة من الأخطاء التي أضرت بمسيرة النادي، ومن هنا سيشعر كل رئيس أن هناك من سيحاسبه على قرارته، وسيفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار، وحينها ستغيب الفردية والمكابرة والمزاجية التي تعاب على عمل رؤساء الأندية المحلية.

إجمالاً هذه الأسطر أعلاه أخاطب فيها وعي الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، وذكاءه وسعة إطلاعه، وتجربته المختلفة محلياً وخارجياً، الجماهير هم سند الأندية الحقيقي، وعلى الرئاسة أن تُشعر جماهير الأندية أنهم مقدرون، وأنهم شركاء في القرار، وحينها ستكون لدينا رياضة محترفة، ومنجزاتها لا تتوقف، وعملها مؤسسي بشكل حقيقي لا زلنا نحلم به، وأتمنى ألا يطول الحلم لأننا نملك كافة المقومات لعودة مُظفرة تليق بنا.