|


صالح الصالح
“مجالس الإدارات..أصدقاء وأخوياء”
2014-08-26

في 23 من يناير الماضي قدم ساندرو روسيل استقالته من رئاسة نادي برشلونة بعد ثلاث سنوات ونصف على رأس مجلس الإدارة، ليخلفه في المنصب نائب الرئيس الأول آنذاك بارتوميو بعد شبهات مخالفات مالية.

ذهب روسيل، وقبله الرئيس الذهبي لابورتا، وبقي النادي محافظاً على قيمه، خططه، أهدافه، شغفه، محبة جماهيره، بطولاته، الخلاصة أن العمل المؤسسي دائماً يكسب في ظل غياب الاجتهاد الذي لا يخلو من أخطاء دائماً.

دعونا نقارن بين هيكلة الأندية المحلية وبرشلونة مثلاً، لنكتشف أن لدينا عدم وضوح، وتباين من ناد إلى آخر، فيما في برشلونة الهيكلة واضحة جداً، وثابتة مهما تغيّرت الأسماء، وهي على النحو التالي:

الرئيس معه 3 نواب الأول نائب الرئيس في الجانب الاقتصادي والاستراتيجي، الثاني نائب رئيس في الجانب الاجتماعي، والثالث نائب الرئيس في الجانب المؤسسي.

وتحتهما مباشرة منصب أمين الصندوق، وسكرتير مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي له، وإلى جانبهم مدير القسم الاقتصادي والاستراتيجي (التراث). ومن ثم مدير القسم الرياضي الطبي، وكذلك مدير قطاع الناشئين، مدير القسم الاجتماعي (مؤسسة نادي برشلونة)، مدير فريق كرة السلة، مدير القسم الرياضي (ممثل LFP وRFEF وكرة القدم الخماسية).

فيما تتوزع المناصب المتبقية في مجلس الإدارة إلى مدير اللجنة الاقتصادية، مدير قسم وسائل الإعلام والرعاية، مدير قسم التكنولوجيا الجديدة، مدير قسم المنشآت والأمن، مدير الهوكي والألعاب غير المحترفة، المسؤول عن رابطات المشجعين.

برشلونة لا يمنح عضوية مجلس إدارته لأصدقاء الرئيس، أو لإكمال نصاب المجلس، بل يعمد إلى توزيع المهام على أعضاء مجلس الإدارة، وإلزامهم بأدائها، ولا يكتفي بذلك بل هناك توزيع آخر يختص مثلاً في رئاسة النادي بوجود الرئيس روسيل، ومعه كل من: رئيس المقصورة الرئاسية، مدير إدارة المراسم، مدير الجانب الاجتماعي، وهذا فيما يختص في عمل الرئيس وفريق عمله القريب جداً.

وبالنظر إلى الهيكلة التنفيذية في برشلونة ورغم قائمة التكليفات السابقة على مجلس الإدارة بكافة أعضائها، يوجد تقسيم آخر تحت ما يسمى “الإدارة العامة”، وهي على النحو التالي: مدير الإدارة العامة، مدير الاتصالات، مدير كرة القدم، مدير إدارة كرة القدم، مدير الأقسام الرياضية، مدير التسويق التجاري، مدير الشؤون الاقتصادية والمالية، مدير العمليات، مدير الخدمات الطبية، مدير المواد السمعية والبصرية، مدير مؤسسة نادي برشلونة، مدير إدارة التحكم في المخاطر، مدير إدارة الاتصال المباشر، رئيس أكاديمية الناشئين.

مثل هذه الهيكلة أعلاه تسمح بوجود عمل مؤسساتي كبير، وبالتالي مخرجات عظيمة لكن للأسف هذا لا يحدث لدينا، نزهد في الاستعانة بقانوني مميز، محترف في التسويق، إداري بارع، مقابل هدر مالي كبير في التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، وهو ما يسمح بخسارة النادي لجملة من حقوقه أو مكاسبه بسبب غياب المتخصصين، وما حدث في فريق الاتحاد أخيراً، وتسبب في عقوبته إلا جزء من هذا الواقع.

أخيراً الاجتهاد لا يثمر مهما تواصلت المحاولات لكن التنظيم والعمل المؤسسي يكسب، والأدلة كثيرة.