|


صالح الصالح
صندوق غير صدوق
2014-08-17

قبل أيام أشعل جمهور نادي الاتحاد أجواء الدوري السعودي، وهو يحتل مدرجات ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ، بأكبر حضور جماهيري في تاريخ الدوري وصل إلى 58 ألف مشجع.



مجموع إيرادات المواجهة الدورية أمام الفتح بلغ قرابة 2 مليون ريال، تحصل النادي على مجموعه مليون و600 ألف ريال، فيما تم خصم 400 ألف ريال لصناديق رعاية الشباب.



هذا الأمر تكرر البارحة في الملعب ذاته، لكن في مواجهة الأهلي أمام هجر، التي أهدت فيها إدارة "الراقي" جماهيرها تذاكر الدخول مجاناً، ورغم ذلك هي مجبرة على دفع 20 % من قيمة التذاكر المجانية لصناديق رعاية الشباب المتخصصة في أخذ نصيب كبير من دخل جميع الأنشطة الرياضية، من دون تقديم خدمات توازي ما يتم خصمه.



ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولم تسهم "رعاية الشباب" في بنائه أو صيانته أو تشغيله، لذا بأي حق تتحصل على هذه المبالغ؟



قبل سنوات طويلة كان هناك مسلسل كرتوني اسمه "جزيرة الكنز"، ومن أكثر العبارات الشهيرة التي جاءت ضمن المسلسل، والتي لا يزال الجمهور يذكرها هي: "15 رجلاً ماتوا من أجل صندوق".



في الدوري السعودي يوجد 14 نادياً يموتون كل يوم بسبب صندوق يستولي على 20 % من إيراداتهم، في كل مواجهة كروية، في نظام مستمر منذ 4 عقود، ولم يزل في جمود،ولم يعد يتناسب مع المرحلة، ومتغيراتها المتسارعة .



قائمة الإيرادات التي تتحصل عليها الفرق المشاركة في رابطة دوري المحترفين تزيد حالياً على 200 مليون ريال، وهي إيرادات رعاية الدوري مع شركة عبداللطيف جميل المحددة بـ 100 مليون ريال سنوياً، وكذلك عقود الرعاة الشركاء بما مجموعه 50 مليون ريال، وأخيراً .. عقد النقل التلفزيوني، وتتحصل الأندية فقط على أكثر من نصفها قليلاً، فيما يتفرق دم المبلغ المتبقي بين قبائل ثلاث، وهي رابطة دوري المحترفين، الاتحاد السعودي لكرة القدم، والشركة المسوقة "صلة".



إجمالاً.. الاستثمار وحده هو من سيوفر للأندية كافة بيئة رياضية صحية، لكن بعض الإجراءات المعمول بها لدينا تحد من ذلك، مما ينعكس سلباً بالتأكيد على مستقبل الأندية التي باتت تحتاج إلى مرونة أكثر في تعاملاتها المالية، بما في ذلك الصندوق الرياضي الخاص بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، الذي يستحق أن يكون "الصندوق الأسود" لرياضتنا ليس في حفظه للذكريات والأسرار إنما في حفظ جزء هام من مداخيل الأندية مهما صغر.



ولعل الحديث حول إلغائه من الموسم الماضي بداية للتصحيح، حتى وإن تأخر، لأن الأندية تحتاج المال، وبدلاً من أن يتم توفيره، أو تسهيل فرصة الحصول عليه، يجب من الآن العمل على ذلك، بدلاً من الاستمرار في أخذه، أو الحصول على جزء منه في دوري ظاهره أنه للأغنياء، وفي الحقيقة أن أغلبه فرق مديونة وفقيرة.