قدر جماهير النصر أنها باتت ترى فريقها بطلاً لا يرضى إلا بالذهب، وهو حق لها خصوصاً بعد الموسم القياسي المنصرم، الذي حقق فيه الفريق ثنائية الدوري والكأس، مع جملة من الأرقام القياسية.
خسارة الفريق، قبل أيام، نهائي السوبر أمام الشباب بركلات الترجيح، أفرز قائمة من الاعتراضات التي لم تستثنْ أحداً في ردة فعل مبالغ فيها نوعاً ما.
ربما نتفق على الفريق النصراوي، الأفضل في المواجهة، تضرر من أخطاء حكم اللقاء فهد المرداسي، الذي أسرف في عدم منح بطل الثنائية حقه في ركلات الجزاء التي تكررت في أكثر من مناسبة، لذا جاء البيان عقب المواجهة هادئاً ورزيناً، وواصفاً المشكلة بشكل دقيق، بهدف تسجيل موقف ذكي ومنطقي تجاه حكم تكررت أخطاؤه، وتضرر منها الفريق.
أعتقد أن البيان كان الخطوة الأولى الصحيحة نحو علاج الموقف، لكن هذه الخطوة تحتاج أن يعقبها التوقف أمام حقيقة أن الفريق لم ينتصر في آخر 4 مواجهات، بداية من خسارة الحزم الودية في الرياض، مروراً بمواجهتيّ دورة العين الودية، التي تعادل فيها مع الكويت الكويتي، والعين الإماراتي، وأخيراً تعادله مع الشباب في أشواط السوبر، قبل لجوئهما لركلات الترجيح، التي ذهبت لغير ما تشتهي جماهير "العالمي".
الأربع مواجهات الأخيرة التي لم يفز فيها النصر شهدت توتراً لم يكن مبرراً من قبل لاعبي الفريق، وهو ما نتج عنه 3 بطاقات حمراء في آخر 3 مواجهات تحديداً.. والغريب أنها نتيجة اعتراض بطريقة غير مقبولة، تعكس وجود إشكالية لدى اللاعبين في التعامل مع أحداث المباريات.
البحريني محمد حسين أنهى الموسم الماضي من دون الحصول على بطاقة صفراء واحدة، لكن بداية هذا الموسم شهدت طرده أمام الكويت الكويتي. هداف الفريق محمد السهلاوي كان له نصيب من الطرد في مواجهة العين، بعد اعتراضه على الحكم بطريقة مبالغ فيها، قبل أن يُكمل غالب بطريقة احتجاج بدائية في نهائي السوبر مثلث الطرد، ويتحصل على بطاقة مجانية.
الواقع أن النصر حالياً فريق ثقيل فنياً، ولديه وفرة من النجوم المحليين، ورباعي أجنبي مميز، وأموره الإدارية والشرفية والمالية مستقرة؛ لكنني أزعم أن مدرب الفريق الحالي كانيدا لن يطيل البقاء، وهو يتخبط بمكتسبات الفريق، ومجرد التوقف أمام تغييراته، وتعامله مع أجواء المواجهات فصل من فصول عدم مناسبته لقيادة حامل لقب دوري عبداللطيف جميل.
إجمالاً النصر فريق بطل، خسر من فريق بطل، لكن طريقة خسارته جاءت بناءً على تجاهل منحه حقوقه، وأجزم أن النصراويين لن يعودوا إلى إسطوانة التحكيم؛ لأنهم عرفوا أن الرد يكون عملياً داخل الملعب فقط، وهو ما تميزوا به طوال الموسم الماضي، حتى وهو يخسرون نقاطاً عدة ، بصافرة حكم، كما كسبوا مثلها أحياناً.. لذا هي صفحة وعلى النصراويين نسيانها؛ إن أرادوا العودة إلى منصة الذهب.