بادر نادي الوحدة بتسجيل أول لاعب “مواليد” في سابقة تُحسب له، خصوصاً أن التوقيع جاء مع لاعب يُصنّف على أنه من أفضل مواهب المنطقة الغربية، هذا الحراك دفع الأندية الأخرى في دوري الدرجة الأولى إلى اتخاذ الخطوة ذاتها، والبدء في التفتيش عن الموهوبين في كافة المناطق السعودية خصوصاً ممن ولدوا ونشأوا وترعرعوا هنا لكنهم حتى الآن يحملون جنسية بلادهم الأصلية.
صحيح أن القرار بالسماح بمشاركة المواليد في المسابقات السعودية الرسمية تأخر، وأسهم في خسارتنا لقائمة من الموهوبين لكنه خطوة حالياً في الطريق الصحيح.
في السياق ذاته جاء توقيت فترة التعاقدات الصيفية المبكرة والتي ستبدأ بعد أيام لتقدم لكافة الفرق فرصة على طبق من ذهب لتحسين أوضاعها، وتدارك ما يمكن تداركه، وكذلك مواصلة التفوق لمن تحصل عليه الموسم الماضي.
فتشوا في قائمة أندية دوري جميل لتجدوا أن الجميع لن يكون بمنأى عن موجة التغيير في عناصره الأجنبية باستثناء أسماء قليلة ستواصل مسيرتها مع فرقها الحالية أو ستنتقل إلى فرق محلية أخرى.
الفترة الماضية القريبة من عمر المنافسات المحلية كشفت ضعفاً في اختيار الكثير من الأسماء الأجنبية، وكذلك سوء في الآلية التي تعتمد لاختيارهم، والتي لا تتجاوز مقاطع قديمة من “اليوتيوب”، أو استشارات من مدربين يسوقون لمواطنيهم، أو الاستماع لترشيحات سماسرة محليين، والضحية فرق قدرها أنها وثقت فيمن لا يستحق الثقة.
الاستثناء كان مع البرازيلي نيفيز ومواطنه رافينها، وهما اللذان يعرفان تماماً كيفية التعامل مع كرة القدم، ويجيدان نشر الفرح في مدرج أنصار فريقيهما، محققين مقولة “الغالي سعره فيه”، لذلك باتا هما أفضل الأجانب إمتاعاً وإبداعاً، وإضافة فنية عالية الجودة لفريقيّ الهلال والشباب.
فيما يبقى البحريني محمد حسين في النصر، ومعه مجموعة قليلة جداً من اللاعبين غير السعوديين هم من نجحوا في إثبات قدراتهم الفنية.
لن أسرد واقع الأندية الأخرى التي لديها من إشكالات التعاقدات ما يتم تكراره سنوياً، ولكنهم كمن سبقهم لا يتعلمون من أخطائهم.
الكرة السعودية تحتاج إلى من يسهم في إعادة هيبة منافساتها، والمحافظة على مكتسباتها التي تحققت الموسم الماضي، ولعل البداية في جلب عناصر محترفة تقدم كرة قدم حقيقية، وتجبر الجماهير على العودة إلى المدرجات التي هجرتها لأنه ليس هناك ما يبهج في بعض الفرق.
إجمالاً على إدارات الأندية أن تخاف الله في موارد الأندية، ولا تهدرها في تعاقدات لا تسمن ولا تغني من بطولة، وقائمة الهدر المالي في هذا الجانب طويلة جداً ولا مجال لسردها لأننا لن ننتهي إلا مع نهاية آخر أيام الدوري الذي لم يبدأ حتى الآن لكنه يُنبئ بمنافسة شرسة جداً في ظل حراك مستمر من كافة الأندية للتحضير للموسم المقبل الذي وصلت سخونته قبل بدايته.