|


صالح الصالح
فوضى الموضة
2014-05-19

في بداية الصيف الماضي انتقل نجم فريق ساوباولو البرازيلي الدولي نيمار إلى برشلونة الإسباني، هذا اللاعب "المراهق" كان يتفنن في قصات شعره إلى درجة مقززة أحياناً، انتقاله إلى النادي "الكتالوني" أسهم بشكل أو بآخر في الحد من هذه القصات وخصوصاً المبالغ فيها.

برشلونة لمن لا يعرفه يتميز بنظام إداري صارم جداً في التعامل مع النجوم، وهو ما انعكس إيجاباً على سلوكيات لاعبيه، وتحديداً "نجوم الشباك" منهم.

تأملوا في تسريحة شعر أفضل نجوم العالم ميسي، والأمر ذاته ينطبق على قائد الفريق الإسباني تشافي، ونجومه المتبقين أنيستا وبيدرو وبيكيه لتدركوا أن النجومية لا تبدأ من شعر اللاعب بل مما تحت شعره.

محلياً تفرّغ النجوم الشباب خلال الفترة الماضية إلى تقليعات غريبة تصل أحياناً إلى مرحلة الشذوذ المؤذي لعين كل مشاهد معتدل، في تجاهل لنجوميتهم ومحبيهم، وطبيعة تأثر الصغار بهم، في تأكيد على غياب الوعي، والإحساس بالمسؤولية، وعدم إدراك لوضعهم اجتماعياً.

أدرك أن من حق أي لاعب اختيار لباسه، وقصة شعره، والأماكن التي يتواجد بها، في تأكيد على حقه باحتفاظه بخصوصيته التي لا يلغيها كونه لاعب كرة قدم، لكن قدره أن يكون له أنصار ومحبين يفرض عليه دفع ضريبة أحياناً عالية، وبالتالي هو مضطر للتعامل مع هذا الواقع بوعي.

في مناسبات سابقة تم حرمان بعض اللاعبين من المشاركة في المنافسات المحلية في ظل وجود قرار سابق من اتحاد الكرة يمنع صاحب القصات الغريبة من اللعب، وهو ما تم الإلتزام به من قبل اللاعبين المحليين طوال الفترة الماضية إلا من حالات قليلة.

مشاركة بعض النجوم المحليين مع أنديتهم في دوري أبطال آسيا سمحت لهم بالتفنن ببعض التسريحات والقصات المؤذية.

معسكرات المنتخبات السعودية لا تخلو من ظهور قصص شعر وأحياناً إلى أبعد من ذلك مثل صبغات غريبة وارتداء قلادات مثلما حدث في معسكر سابق للمنتخب الأولمبي، وفي معسكر المنتخب الأول الذي انطلق قبل يومين ظهرت القصات والتسريحات الغريبة مجدداً.

قائد فريق النصر السابق الخبير الكروي يوسف خميس قال لي في حديث شخصي قبل سنوات: "لو كنت صاحب قرار في أي ناد لما سمحت بأية تقليعة في اللبس أو الشعر أو الأساور لقناعتي أن من يركز على هذه الأمور سينسى التركيز على الأهم وهو أداؤه في الملعب".

أتفق معه كثيراً، وأجدها فرصة للثناء على وعي جماهير النصر تحديداً التي هاجمت ـ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ـ نجمها إبراهيم غالب بعد ظهوره بتسريحة غريبة في معسكر المنتخب الجاري، مثل هذا الوعي نحتاجه من البقية إداريين وجماهير وإعلام، فمن ينتقد اللاعب الذي ينتمي لناديه جدير بالثقة، وربما أن هذه مرحلة متقدمة من الوعي تستحق الاحتفاء، وربما تُحرج آخرين، وهم يرون نجم فريقهم يمارس الخطأ ذاته، ويلتزمون الصمت.

المشهد الرياضي لا يخلو من أخطاء لكنني أراهن على جمهور واعٍ وعاقل بات يؤمن بدوره، ولا ينتظر من يوجهه للقيام بذلك.