الكرة الإسبانية تكستح العالم، هذا الاكتساح لم يكن وليد الصدفة إنما نتيجة عمل تراكمي لسنوات طويلة شارك فيه اتحاد الكرة الإسبانية، وبقية الأندية، ويكفي أن ترى نهائي الدوري الأوروبي الذي سيقام غداً في إيطاليا، وسيكون فريق إشبيلية الإسباني أحد أطرافه، لتأكيد هذه السيطرة، وفي المقابل نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيقام في 24 من الشهر الجاري في البرتغال سيكون بين أتليتكو مدريد وجاره ريال مدريد في نهائي إسباني خالص.
تواجد 3 فرق في نهائيي الموسم الجاري عبارة عن دليل تفوق الكرة الإسبانية التي تسيطر أندية ومنتخبات على الكرة الأوروبية والعالمية كذلك.
خلال السنوات الأخيرة تواجد الفرق الإسبانية في المواجهات النهائية في أوروبا بات أمراً مكرراً ومعتاداً، ولعل عدد الألقاب المختلفة في كافة المسابقات الأوروبية خلال الأعوام الأخيرة دلالة على أن الكرة الإسبانية لديها منهجية كروية مختلفة تميزت بها عن الكرة الإنجليزية والإيطالية وكذلك الألمانية التي ربما تجد طريقها سهلاً ميُسراً في منافسة الإسبان لإمتلاكها كافة مقومات المنافسة عالمياً وليس أوروبياً.
محلياً ربما أننا بدأنا نؤمن بكفاءة المدرسة الإسبانية، وهو ما دفع الاتحاد السعودي لكرة القدم للتعاقد مع أجهزة فنية مختلفة من إسبانيا، وكذلك على مستوى المنتخب الأول الذي يُدير كفته فنياً الإسباني لوبيز الذي لا يحظى بقبول كبير إعلامياً وجماهيرياً على الرغم من نتائجه الجيدة مع "الأخضر" في الفترة الماضية.
فريق الشعلة الموسم الماضي استعان بخدمات المدرب الإسباني ماكيدا الذي أنقذه من الصراع على الهبوط، بطل ثنائية الموسم المنصرم فريق النصر تعاقد حالياً مع مدرب فريق الاتحاد الأسبق الإسباني كانيدا، وربما أن هذه الخطوة ستعقبها خطوات أخرى لفرق مختلفة مع جملة من المدربين الإسبان.
طبيعة الشعب الإسباني المقاربة جداً إلى طبيعة الشعب العربي تساعدنا في تكرار التجربة الإسبانية أو بالأصح نسخها، والاستفادة منها إن أردنا تطويراً لرياضتنا وإصلاحاً، وبشكل أدق لكرة القدم المحلية المقبلة على منعطفات مهمة إما أن تدفعنا خطوات قوية إلى الأمام في مرحلة استعادة الريادة على مستوى القارة أو إعادتنا إلى المربع الأول الذي حبس كرتنا طويلاً قبل أن تتحرر منه، وتعاود الانطلاق مجدداً.
فتشوا في مستوى الهوس الجماهيري المحلي بأندية إسبانيا، وتحديداً برشلونة وريال مدريد قبل أن يظهر ثالثهما هذا الموسم أتليتكو مدريد، لتتيقنوا أن هؤلاء لديهم منتجهم الكروي الأفضل على مستوى العالم في كافة الأمور، ومن الجيد أن نستفيد منهم بشكل حقيقي بدلاً من أن تكون استفادتنا مقتصرة على مشاركتهم لنا في حفلات تكريم لاعبينا المعتزلين، والاستعانة بحكامهم المميزين لقيادة مواجهاتنا الهامة فقط.