لم أذهب إلى أمريكا، ولست ضليعاً بالرياضة هناك، كما أنني لا أحب مشاهدة كرة القدم الأمريكية لكن هذا لا يمنعني من الإعجاب بالإدارة الرياضية الأمريكية التي نجحت في تسويق كافة ألعابها بطريقة ذكية تنم عن وعي حاد، ورغبة في النهوض برياضة أهم دول العالم.
هناك يتم العمل على وجود مواسم خاصة لأهم الرياضات في البلاد، بحيث لا يوجد تداخل في أيام المسابقات الرياضية المختلفة.
مواجهات موسم كرة القدم الأمريكية معروفة أوقاتها وأيامها، ويتم العمل على تسويقها إعلانياً وجماهيرياً على نطاق واسع في كافة الولايات، والأمر ذاته ينطبق على دوري كرة القدم العادية، ودوري كرة السلة، والبيسبول، والهوكي، وكافة الألعاب المختلفة، المهم توفير بيئة رياضية صحية تدفع الجماهير الرياضية إلى متابعة كافة الألعاب من دون وجود أية تقاطع يحرمها فرصة حضور منافسة رياضية في ظل إقامة أخرى في الوقت ذاته.
لدينا الوضع مختلف تماماً فربما أن اليوم الواحد يشهد جيشاً من المواجهات الرياضية في أكثر من لعبة، وربما في توقيت واحد، هذا الأمر للأسف على مستوى أهم المسابقات الرياضية السعودية، وهو دوري عبداللطيف جميل فضلاً عن الألعاب المختلفة.
لماذا تقام مواجهات دوري الناشئين والشباب أو كأس الأمير فيصل بن فهد في الأيام ذاتها التي تقام فيها مواجهات الدوري، وكذلك في التوقيت ذاته، ما يتسبب في حرمان الجمهور الرياضي من متابعتها، ولا يسمح بالتعامل معها كمنتجات رياضية قابلة للتسويق بشكل أفضل في ظل ظروف تعارض توقيتها مع مواجهات أهم.
في ظل وجود قناة خاصة حالياً بالألعاب المختلفة لماذا لا تكون أيام مواجهات دوري السلة أو الطائرة أو حتى اليد مثلاً في أيام نهاية نهاية الأسبوع في أوقات الظهيرة لضمان المتابعة الجماهيرية التلفزيونية أو حتى في الملعب في ظل عدم تعارضها مع أي نشاط كروي، وكذلك وضع توقيتها بعيداً عن أيام المنافسات الكروية في الأصل.
قبل أسبوع شاهدت مواجهة لكرة السلة لفريق برشلونة شهدت تواجد عدد من نجوم فريق كرة القدم لمساندة زملائهم، هذا التواجد دفع الجمهور للحضور، وكذلك وسائل الإعلام، والأهم من ذلك كله أنها جاءت في توقيت مُريح للجماهير، ولزملائهم نجوم كرة القدم.
كما شاهدت التركي أردن توران نجم فريق أتليتكو مدريد متواجداً في بطولة مدريد المفتوحة للتنس، للأسف هذا الأمر لا يحدث لدينا إذ لا أذكر تواجد نجوم فريق الاتحاد الكروي لمساندة فريق السلة، أو حضوراً لنجوم فريق الأهلي الكروي لدعم زملائهم في فريق اليد، وهذا الأمر ينطبق على بقية الفرق في جميع الأندية للأسف.
أرجو أن تكون فكرة تخصيص مواسم للألعاب المختلفة داخل الموسم الرياضي المحليّ مُحفزة للحضور الجماهيري والتركيز الإعلامي، دعونا نجرّب، المهم أن ننهض برياضتنا ونحن قادرون بحول الله، لدينا الإرادة، وبقي الإدارة فقط.