فقط لدينا يشارك 4 لاعبين كاراتيه يمثلون الجامعات السعودية في بطولة عالمية برفقة 16 إداريا بمعنى 4 إداريين لكل لاعب، أول من أمس تابعت جزءاً من المواجهة النهائية لدوري الجامعات السعودي لكرة القدم بين جامعتي الطائف والقصيم، والتي نقلتها القناة الرياضية، أجمل جزئية توقفت أمامها كانت وجود راع احتل شعاره قمصان الفريقين، وكافة لوحات الملعب.
بعد التقصي والبحث وجدت أن الشركة الراعية وهي لوكيل محلي لماركات عالمية وقعت اتفاقية مع الاتحاد الرياضي السعودي للجامعات تدفع بموجبه 400 ألف ريال مقابل الحصول على حقوق الإعلان على القمصان واللوحات من دور الثمانية حتى النهائي.
بالعودة إلى موقع الاتحاد الرياضي السعودي للجامعات وجدت أن أعضاءه هم الوزير ونائبه ومدراء الجامعات ووكلائها ومسؤوليها ولم أجد في الأعضاء ممن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرياضة إلا الدكتور راشد الحريول الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية سابقاً الذي توفاه الله قبل أسابيع، فيما بقية الأسماء من الأكاديميين البعيدين كل البعد عن العمل الميداني الرياضي سواء داخل الجامعات أو خارجها، وهذا الأمر ينطبق كذلك على اللجان.
منذ عام 2001 وحتى التخرج من الجامعة في 2004 سعدت بالإشراف على الصفحات الرياضية في صحيفة "رسالة الجامعة" الصادرة من قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، هذه التجربة وفرّت لي فرصة الاقتراب والمشاركة أيضاً في النشاط الرياضي الجامعي، مما منحني تصوراً واضحاً عن حاجات النشاط الرياضي حينها قبل أن أقوم بتحديث الكثير من المعلومات قبل فترة قريبة خصوصاً مع إنشاء الاتحاد صاحب الميزانية الضخمة.
أعتقد أن أكبر المشكلات التي تعيق عمل الاتحاد عدم وجود المتخصصين الميدانيين أو حتى الإداريين فضلاً عن سعي بعض الجامعات لتحقيق مكاسب خاصة ومؤقتة من دون النظر إلى الطريقة التي لا تخلو من الاستعانة ببعض اللاعبين المحترفين في الألعاب المختلفة في الأندية ممن لا يتواجدون رسمياً على مقاعد الدراسة في الجامعة.
من أكثر المعلومات الصادمة لي إقرار بطولة في لعبة الجولف، وأخرى في الفروسية، وأغلب الجامعات لا يوجد بها إسطبلات أو ملاعب الجولف في هدر لا مبرر له لألعاب تحتاج ميزانيات خاصة مرتفعة نسبياً مقارنة بغيرها.
والمضحك لجوء إحدى الجامعات لإشراك لاعب يعمل عسكرياً في أحد القطاعات لأنه مميز في اللعبة، وهذا الوضع يتكرر في ألعاب أخرى، وفي أكثر من جامعة وسط مباركة من مدرائها الذين يسعون إلى الفوز بالبطولات فقط فقط فقط.
الاتحاد الرياضي للجامعات يضم 15 مستشاراً يتقاضون مرتبات شهرية، وانتدابات مجزية لمنافسات 16 لعبة، والمنافسات القوية هي ثمرة إشراك لاعبين محترفين لا ينتسبون للجامعات تماماً، وفي المقابل إغفال أهداف النشاط الرياضي الجامعي الذي يركز على إشغال الشباب واستثمار أوقاتهم ولكنه يشكو عزوفاً كبيراً وملحوظاً زاده تجاهل إشراكهم في المنافسات الرسمية لصالح لاعبين لا ينتمون لجامعاتهم.
أخيراً أعيدوا الرياضة الجامعية إلى أبنائها والمتخصصين فيها، ولدينا قائمة كبيرة من الكفاءات، نجدهم في جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وغيرهما بالتأكيد، المهم أعيدوا الطلاب الحقيقيين إلى المشاركة في الأنشطة الرياضية الجامعية بدلاً من تحويلها إلى ميدان للتكسب و"الفلاشات" على حساب قيم الرياضة داخل الصروح الأكاديمية التي تبني الإنسان بدلاً من مواصلة هدم طموحاته.