يرأس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي القطري ناصر الخليفي، وهو رئيس قنوات الجزيرة الرياضية سابقاً، وأحد نجوم كرة المضرب في قطر على مدى 15 عاماً قبل أن يرأس اتحادها المحلي، القفزة التي تمت برئاسته للنادي الباريسي انعكست إيجاباً على واقع النادي، وعلى السمعة القطرية التي تعاملت بذكاء مع هذه الرعاية، وعلى بطولات الفريق، ويكفيه أنه الآن بطل الكأس هذا الموسم، وقريب من تحقيق الثنائية بفوزه بالدوري، فضلاً عن وصوله إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.
لدينا الوضع مختلف تماماً إذ من أكثر الأمور التي تعيق تقدم العمل الرياضي المحلي حتى الآن عدم تفرغ مسيري الأندية لممارسة عملهم تحت غطاء العمل التطوعي، ولذا أصبح من الطبيعي لدينا أن تكون مجالس إدارات الأندية تضم الأهل والأصدقاء و"الأخوياء".
في مناسبات سابقة لم يكن غريباً تخلّف رئيس ناد عن مرافقة فريقه أو حضور مناسبة رياضية هامة لعدم موافقة جهة عمله، وبالتالي تضرر النادي من عمل رئيس غير متفرغ، غالباً ما يردد أنه يتواجد في ناديه بشكل تطوعي، متناسي القيمة التي يضيفها له هذا المنصب حتى ولو كان في ناد غير جماهيري، وهو ما يفرض عليه التعامل باحترافية أكثر، هذه الاحترافية التي تدفعه إما للحصول على مرتب شهري نظير عمله في النادي أو التحول إلى رجل يضخ الأموال في خزانة النادي باستمرار.
أدرك أنه من المعيب ألا يلتزم مسؤولو الجهات الحكومية بقرار مجلس الوزراء المعمول به منذ أكثر من ثلاثة عقود، والقاضي بالسماح لموظفي الدولة بمرافقة الفرق الرياضية وفق آلية معلومة لدى كافة الأندية، وهي الإشكالية التي لا يزال يتأذى منها إدارات الأندية واللاعبين غير المحترفين، وحتى منسوبي النادي الذي يقتضي عملهم مرافقة الفرق الرياضية.
يحسب للرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أيام الراحل الأمير فيصل بن فهد، وحتى الآن تفريغ الرياضيين لأداء مهامهم في محاولة لتوفير أدوات النجاح لهم، ولكن المشكلة تكمن في عدم الالتزام بقرار مجلس الوزراء الذي نجحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الحصول عليه خدمة لمنسوبيها بما يعود نفعه على الوطن لكن عدم الالتزام بهذا القرار ربما يسهم في خسارة أكثر من رياضي سواء على المستوى الفني أو الإداري فضلاً عن تنفير الرياضيين ودفعهم لهجر هذا الوسط بأكمله.
جميع ما سبق لا يلغي وجود استغلال سيئ من قبل بعض الرياضيين الذين ينتفعون من تواجدهم في الأندية، ويستفيدون من هذا القرار بشكل سلبي عبر تقديم خطابات مشاركة مع الفرق فيما هم يتوسدون الوسادة في منازلهم.
الأمر يحتاج إلى القليل من الضبط، وتقدير كل حالة على حدة، والأخذ بمقولة زميلي الجميل رجاءالله السلمي الذي ردد ذات يوم:
"تظهر الفوضى في ظل غياب النظام"، وهذا ما لا نتمنى حدوثه.