تناقل المُغرّدون البارحة عبر "تويتر" صور احتفالات بعض جماهير النصر في غزة، واصفين إياها باحتفالات رابطة مشجعي العالمي في قطاع غزة.
هذا الفرح الذي نثره النصر يستحق التوقف طويلاً، فخلال الأيام الماضية التي أعقبت تتويج الفريق بكأس دوري عبداللطيف جميل حتى بدأت الاحتفالات في كل مدينة وفي كل محافظة في حالة تشبه عدوى الفرح التي أصابت الجماهير الرياضية.
حفل أنصار في الجوف، حفل جماهير العالمي في المجمعة، حفل جمهور النصر في الزلفي، احتفالات جماهير العالمي في المنطقة الغربية، وغيرها في أماكن مختلفة وخلال أيام متلاحقة.
يقول أحد الأصدقاء: "هاشتاق (متصدر لا تكلمني) الذي وقف خلفه أنصار النصر نجح في تجاوز هاشتاق (الراتب ما يكفي الحاجة) وبشكل لا مقارنة فيه".
هذا الرأي دفعني للتوقف أمام حقيقة الرياضة، وتغلغلها في النسيج الاجتماعي السعودي بشكل يفوق أية مسارات أخرى، ويكفي أن هذا الحراك الرياضي الذي أحدثه الحضور النصراوي الكبير على مستوى المنطقة بأكملها مؤشر واضح لأصحاب القرار بأن الرياضة تحتاج إلى دعم أكبر يفوق ما هو موجود الآن، دعم يستطيع نقل كافة الأندية من مرحلة التسول والتوسل إلى مرحلة متقدمة من التعاقدات الكبيرة سواء مع الأجهزة الفنية الخبيرة أو مع اللاعبين المميزين، وبالتالي إنعكاسها إيجاباً على المستويات الفنية للفرق، وهو ما سيدفع الجماهير الرياضية إلى العودة إلى المدرجات التي هجرتها، ومحاكاة جماهير النصر التي كانت العلامة الفارقة هذا الموسم بشكل تاريخي.
الرياضة وللمرة الألف نردد أنها تجاوزت مرحلة الهواية إلى مرحلة الصناعة، البرازيل مثلاً وهي الدولة الصناعية الكبرى تعاملت مع هذا الموضوع بوعي كبير لذلك ثاني موارد دخلها القومي من الرياضة.
نحن الآن أمام حلين لا ثالث لهما إما التعامل مع الرياضة بشكل أكثر واقعية، والإسراع في ملف خصخصتها بشكل جزئي وحتى الوصول إلى الخصخصة الكاملة على مدى خمس سنوات.
أو توفير دعم حكومي مجزي يصل إلى 10 ملايين ريال سنوياً لكل ناد في أندية الدرجة الممتازة يضاف إلى مداخيلها الحالية الموجودة من النقل التلفزيوني، وعقود الرعاية وتذاكر المباريات، وبيع عقود اللاعبين، وغيرها.
ترك الأندية حالياً بوضعها القائم معناه المزيد من مضاعفة المعاناة لها، وتركها وحيدة غير قادرة على التقدم خطوة واحدة إلى الأمام بل التراجع إلى الخلف أكثر وأكثر.
الرياضة نجحت في إشغال الشباب بما هو مفيد، وأجزم أنها ساعدت الجهات الأمنية على عملها في أكثر من اتجاه، وهو ما صرّح به مسؤول أمني رفيع المستوى، مؤكداً أن إيجابيات الحراك الرياضي الموجود حالياً يفوق سلبياته بمراحل.
إجمالاً الرياضة تحتاج إلتفاتة أكبر، وتعاملاً رسمياً واقعياً مع المتغيرات المتسارعة أما تركها بوضعها الحالي فهو ترك الشباب عرضة لجملة من الأخطار التي تحاصرهم من جهات عدة، وهم لديهم ما يكفيهم.