أعتقد أن أكثر رجل استوعب الآن عبارة داون براون في روايته العالمية (شيفرة دافنشي): "المال والإيمان كانا دائماً أفضل الدوافع"، هو رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الذي نجح في أن يكون آخر أعوامه في الفترة الرئاسية الحالية والتي ستنتهي خلال أيام هو عام الحصاد، بعدما دفع مهر ذلك وبسخاء كبير، هو ما كان يحتاجه النصر فقط في أعوام الجفاف التي طالت.
الفريق البطل الذي تم تتويجه البارحة بلقب دوري عبداللطيف جميل وقبلها بأسابيع بكأس ولي العهد كان ثمرة أكبر عملية استقطاب لاعبين محليين وأجانب في تاريخ الكرة السعودية، المعلومات والإحصاءات تشير إلى أن إدارة الأمير فيصل بن تركي جلبت للفريق "العالمي" قرابة 120 لاعبا خلال الخمسة أعوام الماضية بواقع 24 لاعبا في كل موسم، أي فريقين تقريباً لكل عام.
المحصلة الختامية الآن فريق يضم كوكبة من أفضل النجوم محلياً في جميع الصفوف، ولاعب آسيوي مثل محمد حسين الذي يُصنُف أنه من أفضل لاعبي الدوري المحلي، ونجح في تحقيق الثنائية وهو بنصف أجانب فقط فيما النصف الآخر على دكة البدلاء، ولم تتم الاستفادة منهما.
قبل سنوات كان الكثير يسخر من عبارة الــ20 % التي كان يُطلقها رئيس النصر، والتي كان يصف بها حجم العمل في العام الأول الذي نجح فيه الفريق بتحقيق المركز الثالث، ومن ثم المشاركة في دوري أبطال آسيا بعد غياب طويل، وبعدها مر الفريق في مراحل سيئة لم تثمر أية منجز أو الوصول إلى نقطة ضوء قبل أن يصل إلى مرحلة بات فيها حجم الرضا على العمل إلى مرحلة كبيرة جداً، وتحولت المطالبة بعض الجماهير برحيل الإدارة إلى النقيض تماماً، والدعوة إلى استمرارها لفترة رئاسية جديدة.
ما حدث بكل اختصار في المشهد النصراوي أن الفريق الحالي هو عبارة عن صناعة 5 سنوات ماضية، ومجرد التوقف أمام قائمة الفريق الحالية ستكشف أن أقدم لاعبي الفريق هما محمد السهلاوي وإبراهيم غالب تقريباً، وهما من بدآ مع الفريق في عام 2009، وهو أول أعوام رئاسة الأمير فيصل بن تركي.
تجربة النصر الحالية ليست بغريبة في علم الإدارة الرياضية لكنها تجربة مثمرة بكل تفاصيلها في ناد كبير وكبير جداً عانى من ظروف صعبة خلال العقد الأخير قبل أن يضع قدمه على طريق العودة أو بمعنى أكثر وضع قدميه كلها، ووقف مزهواً بثنائيته وأرقامه القياسية.
إجمالاً شكراً لمسيري النصر ونجومه وأجهزته الإدارية والفنية ولمدرجه الزاهي الذين نجحوا في إعادة إحياء الدوري مجدداً، شكراً لهم لأنهم الأفضل في كل شيء هذا الموسم وللمتعة التي جلبوها معهم إلى مسابقاتنا الكروية التي كانت الكاسب الأكبر من ارتفاع مؤشر أسهم النصر في بورصة كرة القدم السعودية.