يبدو أن شهر أبريل الذي اشتهر بالكذب تخلّى عن هذه الممارسة هذا الشهر تحديدأً، إذ إن تتويج النصر الليلة في ملعب الملك فهد الدولي في الرياض سيكون الحقيقة الثابتة حالياً التي صادق عليها كل متابع متصالح مع نفسه.
النصر في هذا الموسم ركن لقب "العالمي" جانباً، وهو اللقب الذي توقف عليه الفريق منذ عام 2000 وكان آخر عهد الفريق بالإنجازات الكبرى، واستبدله بلقب "القياسي" الذي عمل عليه فعلياً، وحققه عبر جملة أرقام قياسية على كافة الأصعدة، وربما أنه يحتاج الليلة فقط إلى نقطة واحدة فقط ليضيف رقماً قياسياً جديداً إلى أرقامه المختلفة بوصوله إلى النقطة 65، وهي أعلى نقطة في تاريخ الدوري السعودي.
أحقية النصر هذا الموسم بجميع ما حققه يدعمها غياب شعور الحسرة في الفرق المنافسة، إذ إن ترديد مشجعي الفرق المنافسة أن الدوري أفلت من أيديهم، وأنهم الأحق بالحصول عليه نظير المستويات الفنية العالية والنتائج الكبيرة غير موجود تماماً، بدليل الرضا بالتفوق النصراوي الذي لم يخل من اكتساح حقيقي حتى في إحصائيات المدرجات وشكلها وتفاعلها.
الليلة سيتم تتويج النصر بلقب الدوري وسط احتفالية كبيرة أعدتها الشركة الراعية التي أعلنت تقديم عرض تاريخي يليق بختام الدوري الأهم في المنطقة، ويوازي ما تم دفعه لرعاية الدوري، وبالتالي تحقيق جميع مصالح كافة الأطراف، وهي العملية التسويقية المثالية التي كانت مفقودة في المشهد الرياضي.
الموسم الرياضي وتحديداً في تجربة الدوري خرج بجملة من الإيجابيات ومثلها من السلبيات بالتأكيد، الإيجابيات تحتاج إلى مضاعفة، والسلبيات إلى الحد منها، لكن المهم تطوير تجربة الدوري الحالية بالشراكة مع الراعي، إذ إن السنة الأولى حفلت بعدة تطورات إيجابية وتحديداً في الحراك الجماهيري الكبير والعروض التي تصاحب المباريات الكبرى.
حسب تصريحات مسؤولي الشركة الراعية فإن الليلة ستشهد عرضاً تاريخياً في حفل التتويج، وبالتالي حضور الجماهير الكثيف بات أهمية كبرى لتشكيل لوحة جميلة تليق بأفضل دوري عربي.
وعودة على النصر "القياسي" أرى أن موسمه الجاري يستحق الإنصاف، موسم حقق فيه بطولتين، وأرفقهما بجملة من الأرقام القياسية فضلاً عن إعجاب المتابعين، والأهم من هذا كله مدرجه الذي دفع الجماهير الرياضية بكافة ميولها إلى الثناء عليه، ومحاولة الاقتداء به.
إجمالاً من حق أنصار النصر ومسيريه ومنسوبيه أن يتباهوا بمنجزهم، ومن حقنا كمراقبين للمشهد الرياضي أن نمنحهم ما يستحقون، أن نسبغ عليهم الثناء الذي باتوا هم أهلاً له بعدما مارسنا النقد القاسي عليهم طوال سنين مضت لأنهم كانوا يستحقونه، "سنة حلوة يانصر".