|


صالح الصالح
“إحياء الدوري”
2014-03-25

أعتقد أن تجربة "دوري عبداللطيف جميل" في نسخته الأولى كانت ملهمة، وتحتاج التوقف أمام نقاط مختلفة، لأنها أسهمت بشكل أو بآخر في إحياء الدوري مجدداً، ساعدها في ذلك قوة المنافسة هذا الموسم سواء على مستوى الصدارة أو حتى في مراكز المؤخرة.

تجربة رعاية شركة "زين" للدوري خلال الفترة الماضية والتي استمرت لأربعة أعوام -قبل التنازل عن عامها الخامس والأخير للراعي الجديد- لم تنجح في إقناع الجماهير الرياضية بهذه الرعاية التي مرت بسلام، لأنها لم تتعامل بجدية، ولم تتمسك بهذا العقد حتى النهاية فضلاً عن العمل الجاد على استثماره بشكل فاعل لكافة الأطراف، خصوصاً وهي الشركة التي تقدم خدمة هامة يحتاجها عدد كبير يصل إلى الملايين وسط تنافس شرس بينها وبين منافسيها.

شركة "عبداللطيف جميل" تعاملت مع هذه الرعاية بوعي كبير، وبرغبة عارمة لتحقيق أكبر مكاسب من هذه الرعاية التي كلفت خزانة الشركة ١٢٠ مليون ريال سنوياً في عقد سيستمر لخمسة أعوام مقبلة.

الدوري السعودي كان يحتاج إلى شريك من هذا النوع، يؤمن بشكل حقيقي بشراكته مع رابطة دوري المحترفين، يسعى لتواجد فاعل لخدمة منتجاته، يرى في المبالغ المدفوعة استثماراً مربحاً في وسط لايزال بكراً حتى الآن.

أعتقد أن رؤية مسيري الشركة في رعاية الدوري كانت مختلفة، وتنم عن وعي وذكاء، وقدرة على قراءة المتغيرات التسويقية الجديدة بشكل كبير، بدليل أن الشركة لم تكتف بحصولها على امتيازات الدوري فقط بل تجاوزتها إلى إبرام عقود أخرى لإقامة فعاليات في المواجهات الكبرى في الدوري عبر كفاءة محلية تتميز بخبرات أجنبية وهي شركة "٣٦٠" لمالكها الصديق حسين عبدالوهاب، إذ أسهمت هذه الشراكة في خدمة الشركة تسويقياً بشكل يفوق ما تقدمه أية حملة إعلانية وعبر أية وسيلة بطريقة فيها الكثير من الابتعاد عن التقليدية، وتتميز بقدر وافر من الإبداع، والمحصلة عادت في النهاية على دورينا، وقبله الشركة الراعية.

إجمالاً تجربة رعاية شركة "عبداللطيف جميل" في عامها الأول والذي قارب على النهاية تستحق الإنصاف، وتُبشّر بمستقبل مختلف للعلاقة بين الدوري السعودي ورعاته المختلفين، لأن دورينا يستحق الكثير، ومن حقه علينا أن نسعى جميعاً لتطويره ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.