في المشهد الرياضي السعودي يظهر الحديث عن المنشطات ويغيب، ومنذ فترة تحوّل الحديث بشكل علني عن تعاطي بعض اللاعبين المخدرات بشكل صريح، ويبدو أنه مسلسل طويل ومستمر في العرض، وشبيه ببعض المسلسلات الخليجية الجديدة التي أصبحت تنظر بغيرة إلى نظيراتها التركية، وتمارس "التمطيط والإطالة".
سأستعير مضمون حديث الزميل مساعد العصيمي عبر أحد البرامج التلفزيونية قبل أيام حينما أكد أن من أهم أسباب تراجع مستويات اللاعبين السعوديين هو الثلج والجمر، في إشارة واضحة إلى الكحول و"الشيشة".
وجاء بعدها قائد المنتخب السعودي الأسبق فؤاد أنور ليؤكد أن "الحشيش" يكاد يقضي على مجموعة كبيرة من النجوم المحليين.
عضو شرف الهلال ورئيسه الأسبق الأمير عبدالله بن مساعد كان له رأي واضح في التحذير من الكحول و"الحشيش"، وردده في أكثر من مناسبة، مطالباً بنسخ التجربة الأمريكية في مكافحة السلوكيات السيئة عبر الاستعانة بنماذج تاريخية تضررت من ذلك أو نماذج إيجابية نجحت في تجاوز مشكلاتها مع الإدمان أو سوء الإدارة المالية بسببه.
الكرة السعودية خسرت نجوماً بسبب الإيقاف، وجميع المعطيات الحالية تفرض سن قانون جديد يُجرّم مستخدمي المنشطات والمواد المحظورة بما فيها المخدرات بعيداً عن عقوبات الجهات الرياضية ذات العلاقة، بحيث يتم إشراك أعضاء مكافحة المخدرات، وهيئة التحقيق والادعاء العام، ويتم تجريم كل من يثبت تعاطيه للمخدرات، وعدم الاكتفاء بعقوبة الإيقاف عن مزاولة كرة القدم بل يتم تجاوز ذلك إلى الرفع إلى الجهات المختصة، ومن ثم تطبيق النظام المعلن في مثل هذه الحالات سواء للمتعاطي أو حتى للمروج أو من يسهل عملية الحصول على المخدرات حتى لو بكميات قليلة.
أحترم كثيراً رغبة رؤساء الأندية في المحافظة على نجومهم، والسعي لاستمرارهم، والاستفادة منهم، وهو أمر مبرر، لكني أرى أنه من الخطأ في عملية التعاطي مع الحالات المتورطة التعامل بتعاطف يصل إلى محاولات التبرئة، أتفهم وجود هدف إنساني بحت أحياناً في عدم الإعلان عن حقيقة حالة اللاعب المتورط، إلا أن ذلك التصرف بات غير مقبول، إذ يجب تخطئة المخطئ، وعدم محاولة التستر عليه لأنه يستحق العقوبة، ولا يستحق التعاطف، وهذا الرأي ينطبق على الإعلام الذي يٌفترض فيه عدم الانحياز إلى المتورطين والدفاع عنهم من أجل الميول بل من أجل الحقيقة والمصلحة العامة فقط.
لن أتوقف أمام حالات سابقة لكن يجب أن يكون هناك وضوح وشفافية معلنة في التعامل مع قضايا المنشطات والمواد المحظورة والكحول لأنها آفة يجب محاربتها حتى ولو على حساب الكسب المؤقت الذي يعني الكثير لرؤساء الأندية الذين يحتاجون لعمل إجراءات داخلية تضمن عدم وقوع نجومهم في هذه السلوكيات بدلاً من التفرغ للدفاع عنهم مستقبلاً إذا وقعوا في المحظور.