فقط لدينا ممكن أن يتحصل اللاعب المحلي على 10 ملايين ريال سنوياً (2 مليون يورو) من دون أن يسهم في تحقيق بطولة لفريقه أو تنمية موارد ناديه المالية بأكثر من طريقه متعارف عليها حالياً في عالم صناعة كرة القدم.
كما لايتوّرع أي لاعب محلي حتى ولو كانت إمكاناته الفنية محدودة في رفض عرض مالي يصل إلى 4 ملايين ريال سنوياً بحجة أن
العرض لا يُلّبي طموحه، يحدث هذا الأمر في الوقت الذي تشكو منه جميع الأندية من أزمات مالية كبيرة.
حجم التضخم المالي الذي تشكو منه الأندية بات كبيراً في مقابل زيادة في مطالبات اللاعبين المحليين الذين لا يقدمون ما يتوازى مع عطاءاتهم الفنية التي تعاني من عدم الثبات، وفي مناسبة أخرى من الضعف.
سأتوقف مع 4 أمثلة للأندية الكبيرة بداية من الاتحاد الذي تعاقد مع الفريدي بمبلغ مالي وصل إلى 8 ملايين ريال سنوياً لكنه لم يشارك حتى الآن في 3 مواجهات متواصلة منذ الموسم الماضي، وظل متنقلاً بين العيادات الطبية والتدريبات الانفرادية.
في الأهلي يتواجد أسامة هوساوي الذي يتحصل على مبلغ يقارب عقد الفريدي لكنه لم يسهم في سد ثغرات المناطق الخلفية في فريقه، ولم يحقق الإضافة الفنية التي يتمناها مسيرو الفريق.
في النصر لاعب مثل خالد الغامدي إمكاناته الفنية محدودة لكنه لا يقبل من إدارة ناديه 4 ملايين ريال، ويراها قليلة، في صورة مثالية للمرحلة السيئة التي وصلت إليها مطالبات اللاعبين غير المنطقية وغير العادلة.
في الهلال لاعب مثل نواف العابد الذي يتقاضى 7 ملايين لكنه بلا تأثير حالياً، وتمت معاقبته من قبل الجهاز الفني في ناديه بإبعاده عن القائمة، وفرضت عليه تدريبات انفرادية.
هذه النماذج تؤكد أن الخلل كبير جداً في طبيعة العلاقة المالية بين اللاعبين وأنديتهم، علاقة لا تخلو من ابتزاز حقيقي، ومحاولة فرض شروط لتحقيق أكثر المكاسب.
في نظام العمل والعمال السعودي يوجد نظام واضح يؤكد على أنه لا أجر إلا بعمل، أما في مشهدنا الكروي يوجد من يتقاضى أجراً مقابل الكسل والإهمال والخذلان، ومقابل تقديم عطاءات فنية متردية لاتجلب 3 نقاط فضلاً أن تجلب بطولة، ورغم كل ذلك يطالبون بمعاملتهم مثل النجوم وهم لا يؤدون واجبات النجومية التي توفر لهم حقوقها كاملة وزيادة.
إجمالاً كل ما أتمناه أن يسارع الاتحاد السعودي لكرة القدم في إقرار نظام وضع سقف حد أعلى لمرتبات اللاعبين أو يسمح ولو لعامين فقط بزيادة عدد اللاعبين الأجانب، وبالتالي سيفرض على المحليين القبول بالعروض الحالية لأن الأجانب يقبلون بها، ويؤدون أفضل منهم في ظل أن ما يحدث هو عبارة عن دلال للاعبين محليين يتضرر منه أنديتهم أولاً وأخيراً.