ربما أن الموسم الرياضي الجاري يستحق أن يطلق عليه موسم "عودة الكبار"، هذا الحكم لايختص بالمشهد المحلي إنما يتجاوزه لأبعد من ذلك، صحيح أن الوقت لايزال مبكراً لإصدار مثل هذا الحكم، لكن الوقت الحالي يقدم لنا جملة من المؤشرات التي تدعمه.
لن أذهب بعيداً.. النصر حالياً يتصدر الدوري السعودي بعد غياب طويل، وهي صدارة مستحقة أتت نتيجة وجود جيل محلي شاب يعد الأصغر في معدل أعمار اللاعبين كافة، خلاف جملة معطيات أخرى.
الصدارة "الصفراء" تحققت على الرغم من غياب الإضافة الفنية لمحترفيه الأجانب لكنه تميز "جيل النصر الجديد" المختلف فناً وموهبة وروحاً، وهو ما أعاد تصدير "العالمي" مجدداً، ولعل تحقيقه للقب كأس ولي العهد مجرد تمهيد للعودة إلى لقب "بطل الدوري".
صحيح أن فريق الهلال رقمياً لايزال منافساً لكن هذا لايمنع أن النصر حالياً مختلف فنياً، ولديه جملة مكتسبات على مسيري النادي المحافظة عليها، ومضاعفاتها مستقبلاً، لوجود بوادرعودة نصر في طريقه للاكتمال.
من شواهد عودة الكبار، ما يحدث في مصر حالياً مع فريق الزمالك الذي يُقدم مستويات مميزة مقرونة بنتائج كبيرة تشي بأن أنصار "القلعة البيضاء" على موعد مع عودة مختلفة تليق بتاريخ هذا النادي الكبير على مستوى القارة "السمراء".
الملاعب الإنجليزية حالياً تشهد عملاً مختلفاً، ونتائج مغايرة لفريق الآرسنال الذي يتمسك بصدارة الدوري، وأتمنى أن تكون مواجهة الأمس مع ليفربول قد انتهت بنتيجة تسمح له بمواصلة الصدارة التي يستحقها بكل تأكيد تحت إشراف المدرب المميز الفرنسي فينغر.
في إيطاليا فريق روما وهو أحد أضلاع "ديربي روما الشهير" بين روما ولاتسيو على موعد الموسم الجاري في الدوري بعودة مظفرة تليق بهذا النادي الذي نفض عباءة الكسل والابتعاد والتراجع، وعاد قوياً يقارع الكبار مجدداً في محاولة لاستعادة أمجاده حتى وإن كان لايزال وصيفاً حتى الآن.
في إسبانيا يتواجد أتليتكو مدريد على رأس هرم القائمة متفوقاً على الكبيرين برشلونة وريال مدريد في موسم استثنائي يليق بهذا الفريق الذي عاد من البوابة الكبيرة.
أجزم أن الكبير في عالم كرة القدم لايحتاج للمزيد من الوقت لكي يعود لتكرار هوايته البطولية، هو بحاجة إلى عمل صادق لتلك العودة، ومضطر إلى دفع مهرها الباهظ، وعليه تقبل كافة الآراء الصادقة الهادفة لإصلاح الأوضاع، وتقويم الأخطاء، وهذه هي برأيي أضلاع معادلة العمل الإيجابي الذي سيثمر لامحالة.
عوداً إلى النصر هو حالياً حقق مكتسبات مهمة جداً في مسيرته، وعلى مسيريه المحافظة عليها، والعض عليها بالنواجذ، ولعل فكرة التخلي عن الثلاثي الأجنبي الحالي، خلاف البحريني محمد حسين، واستبدالهم بثلاثي قادر على التفوق على الأسماء المحلية الموجودة، وإذا تحقق استبدالهم بعناصر أفضل منهم فهنا سأقول إن "العالمي" سينافس نفسه فقط بطريقة تفوق ما يحدث الموسم الجاري.