من أصعب الأمور التي يمكن أن يواجهها الإنسان محاولة قلب الحقائق، وإشكالية تبديل المفاهيم، والسعي إلى إلباس الحقيقة رداء الباطل، أسوق هذه المقدمة عقب سؤال أحد الزملاء الإعلاميين قائلاً:
لماذا الأوضاع في النصر ـ دون غيره ـ متوترة بشكل دائم، ونظرية المؤامرة متواجدة في كل طرح أصفر؟
طبعاً السؤال جاء على خلفية صدارة دوري المحترفين، وما تلاها من تعاطي مختلف، وكم تمنيت أن يكون أكثر واقعية، ويتساءل عن أسباب إيصال الحالة إلى هذه المرحلة التي وصفها بـ"العداء لأصفر".
النصراويون في أكثر من مناسبة تعرضوا لجملة من الأخطاء التحكيمية التي كادت أن تنقص من نقاطهم الدورية، هذه الأخطاء التي وصفها الكثير من المتابعين أنها الأكثر بين نظرائه، والتعبير عن سخطهم من ضياع هذه النقاط مرفوض من البعض، وفي المقابل يرون استفادته من بعض الأخطاء مثل منافسيه عمل مخطط له في غياب للتناول العادل.
كما أن جماهير "العالمي" التي باتت حديث القاصي والداني ليس مطلوبا منها أن تغضب من آلية إحصاء عددها في المواجهات التي يستضيفها الفريق، والتي لم تخلو من ظلم بشهادة الشركة المنظمة لمواجهات الفريق في الرياض، حينها أيضاً كان النصراويون هم من تضرر مما حدث، ورغم ذلك تم توجيه الاتهام لهم بأنهم "غاوين مشاكل"، وتم وصفهم بالباحثين عن الإثارة.
ما يراه الكثير من المحايدين أن هناك من يغيظه رؤية بوادر عودة قوية لفريق النصر الكروي إلى مكانه الطبيعي بقيادة مؤسسه الجديد الأمير فيصل بن تركي، وهناك من يحاول بشتى الطرق إيهام الوسط الرياضي أن "الفارس الأصفر" حين سيعود سيتحول الدوري إلى معركة، وسيتشوه المشهد الكروي السعودي، وأن النصراويين الذين يتربعون على صدارة الدوري لم يصلوا إلى هذه المرحلة إلا بدلال تحكيمي دون إبراز دليل إدانة واحد يتفق عليه الجميع، ويثبت وجود تسهيلات نصراوية خاصة.
أتساءل: لماذا لا يجرب البعض إنصاف النصر، ومحاولة توفير شعور إيجابي لكافة جماهيره العريضة التي ترى حرباً إعلامية وتحكيمية متواصلة، وترد بتقديم دروس انتماء مجانية في كافة مناطق المملكة من طريق التفوق حضوراً على كافة جماهير الفرق التي تستضيفها حتى باتت عبارة المشرف على كرة القدم النصراوية طلال الرشيد سابقاً حينما قال: "النصر الفريق الوحيد عالمياً الذي يلعب إياب وإياب" حقيقة تتواصل شواهدها في كل مواجهة.
أخيراً "بنو نصر" ـ مثل غيرهم ـ ينشدون منافسة شريفة، وتعامل عادل، فهل وفرنا لهم هذه الأجواء، وبعدها سنحاسب التجربة النصراوية الجديدة بكل ما فيها.