نقلاً عن صحيفة "الشرق" قبل عدة أيام: "طالب عدد من رؤساء أندية محافظة القطيف بزيادة عدد مدربي الألعاب المختلفة في الأندية المدعومين من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمدربين على الأقل أسوة بلعبة كرة القدم التي يتم السماح فيها بمدربين متفرغين للعبة، مشددين على ضرورة إعادة تنظيم وتغيير اللوائح المعتمدة في تقييم رواتب هؤلاء المدربين التي تدفع من خلالها الرئاسة العامة لرعاية الشباب 80 % من الراتب المعتمد، فيما تتحمل الأندية باقي الراتب"
انتهى الخبر الذي أعادنا إلى مشهد تعدد الألعاب المختلفة في أنديتنا الذي أراه جزءاً من خصوصيتنا الرياضية التي نتميز بها لكنها لاتذهب بنا بعيداً إلى الأمام لأنها عبارة عن هدر مالي جديد بدليل غياب المنجزات الكبرى.
أعتقد أن مجرد التوقف أمام حديث رئيس نادي الاتحاد الأسبق منصور البلوي في حواره التلفزيوني البارحة وخصوصاً في جزئية تخصيصه 30 مليون ريال سنوياً يكشف أن سياستنا في التعامل مع الألعاب المختلفة تحتاج إلى إعادة نظر حتى وإن كان الرقم الذي حققه الاتحاد إبان رئاسته فاق الـ200 بطولة في كافة الألعاب والدرجات، وهو توجه يُحسب له لا عليه لكنه يبقى ضمن الاهتمام الشخصي من قبله لمصلحة ناديه هو فقط.
في الأندية الأخرى سواء الكبيرة أو الريفية يوجد من يعمد إلى تسجيل بعض الألعاب ضمن ألعابها المعتمدة طمعاً في الحصول على الإعانة السنوية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى وإن قلت قيمتها أو بمعنى أكثر دقة حتى وإن زهدت تماماً.
بعض الأندية لديها عدة ألعاب مُدرجة رسمياً لكنها على الواقع غير موجودة، والأدهى والأمر أنها لا تملك ملاعب مهيأة لممارسة هذه الألعاب في مقراتها الرسمية، وهي الممارسة الفاقدة للتخصص الذي نحتاجه لكننا نعرض عنه.
شاهدوا عدد الألعاب المدرجة في صفوف النادي الأهلي والاتحاد والنصر والهلال وغيرهم من الأندية الصغيرة وقارنوها بالألعاب المختلفة في أندية برشلونة أو ريال مدريد أو مانشستر لتعرفوا أننا بعيدون كل البعد عن التخصص الذي مكنهم من التفرد على مستوى العالم وفي "القارة العجوز".
يكفي أن تعرف أن برشلونة الإسباني لديه 5 ألعاب فقط، وهي: كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، الهوكي، كرة القدم للصالات، هذا التخصص منحه فرصة المنافسة على جميع البطولات التي يشارك بها في هذه الألعاب، ونجح في تحقيق أكثر من لقب قاري.
لدينا الوضع مختلف نريد أن تكون لدينا قائمة من الألعاب المختلفة، وفي الوقت ذاته نعجز عن الصرف عليها، وبالتالي نغيب عن تحقيق البطولات والمراكز المتقدمة فيها.
كل ما أتمناه من رؤساء الاتحادات الرياضية المختلفة السعي من الآن لبحث واقع الألعاب المختلفة في الأندية، وإبقاء من يستحق، وإلغاء من يهملها بعيداً عن جماهيرية الأندية في هذه الألعاب، لأن نجاح اللعبة لاعلاقة له بجماهيرية من يمارسها، ولعل تجربة أندية الشرقية مع كرة اليد، وأندية المدينة المنورة مع السلة، وأندية المنطقة الجنوبية في ألعاب القوى دليل قوي على أن التخصص يثمر.. لكن متى نعي ذلك؟