|


صالح الصالح
(الشتوية) ستعرّيهم كالعادة
2013-12-22

في مجتمعنا تلجأ الكثير من العائلات إلى شراء الأدوات المدرسية لأبنائها في آخر يوم من الإجازة، وكأن موعد الدراسة أعلن فجأة في نشرة الأخبار، كما أصبح من المعتاد أيضاً أن تشاهد جيشاً من المتسوقين في المتاجر في أيام 28، 29 من شهر شعبان لشراء المواد الغذائية استعداداً لشهر رمضان، كما يتكرر المشهد ذاته قبل أيام الأعياد بيوم أو يومين، وكأن موعد العيد يأتي مفاجئاً لكافة الناس، لكل هذا الإرباك والإهمال السابقين لايمنع الناس من الإفطار في أول يوم في شهر رمضان بشكل جيد، أو التمتع بالأعياد في وقتها، وكذلك لا يتسبب في عدم ذهاب الطلاب إلى مدارسهم في اليوم الأول من دون نقصان لأية احتياجات.

في المشهد الرياضي يحدث ذلك باستمرار، وتشهد أروقة لجنة الاحتراف في كل عام بل في كل فترة تسجيل زحام شديد يمتد إلى آخر ساعات الليل لاستكمال تسجيل لاعب، أو لتسليم مخالصة مالية لآخر، والمصيبة أن هذا التأخر يتسبب في أخطاء أخرى تتمثل في اختيارات عشوائية، وضغوطات من اللاعبين المحترفين ووكلاء أعمالهم، وتسهم في منحهم الفرصة كاملة لفرض شروطهم، والأهم من ذلك عدم منح اللاعب الأجنبي فرصته لمشاركة بقية زملائه المحليين، وتوفر له متسع من الوقت للانسجام معهم، وبالتالي إنهاء عقده سريعاً، وتكبد النادي خسائر مالية هو في غنى عنها.

تأملوا في واقع الفرق السعودية حالياً لتجدوا أن فترة التسجيل الشتوية بدأت منذ أسبوع، وعلى الرغم من ذلك لاتزال بعض الفرق لم تحدد من هو اللاعب الذي ستقوم باستبداله، أو بمعنى أدق لاتعلم ما هي احتياجاتها الفنية، بدليل أن بعضها لا زال يفاوض وحالياً في مرحلة مفاضلة تتراوح بين الاستمرار بالعناصر ذاتها، أو استبدال بعضها، في ممارسة سلبية متكررة كل عام تفضح فكراً إدارياً لم يتغير منذ سنوات.

آن الأوان أن ترتقي كافة إدارات الأندية، وإدارات الفرق الكروية في منهجية تقييم اللاعبين الحاليين، وآلية استبدالهم بعناصر أخرى في وقت مبكر حتى قبل بداية فترة التسجيل بأيام، مما يتيح الفرصة كاملة للمحترف الأجنبي للدخول في معترك المواجهات، وهو في جاهزية كاملة تسمح له بتقديم الإضافة التي يأملها منه أنصار هذا النادي أو حتى من اختاره.

الأيام المقبلة لن تكون مخالفة لسابقاتها، وستشاهدون يومياً أخبار استمرار المفاوضات لبعض الفرق مع جيش من المحترفين الأجانب، وأنباء مستمرة تفيد عن رغبة إبقاء محترف حتى نهاية الموسم، وفي صحيفة أخرى ما يؤكد تسريحه قريباً، وبين هذا وذاك ضاع المتابع الذي يفتقد الحقيقة، والنظر باحترام إلى مشهد رياضي محلي مرتبك بفضل إداريين هواة لم يتجاوزوا حتى الآن عصر الهواة الذي طلّقناه في 1993، وهناك من الإداريين لايعلم ذلك حتى الآن مثلما لا يعلم أن أول أيام عيد الفطر المبارك هو أول أيام شهر شوال، و"يا قلب لاتحزن".