جاءت مخالصة نادي الاتحاد لقائد فريقه الكروي والمنتخب السعودي الأول أول من أمس لتزيد أوجاع النادي "الثمانيني" الذي يئن تحت وطأة المشكلات المالية والإدارية منذ نهاية الموسم المنصرم، واستمرت تلازمه حتى الآن.
الاتحاد الذي كان في فترة سابقة وقبل سنوات قريبة هو الفريق القادر على دفع أموال كبيرة للتعاقدات المحلية والأجنبية حتى تحول إلى "بعبع" يهدد جميع الفرق المنافسة التي تخشى على نجومها من اتصالات المفاوض الاتحادي الذي نجح في تحويل الفريق إلى كوكبة نجوم في كافة المراكز محققاً حينها بطولة دوري آبطال آسيا "العصّية" لعامين متتاليين، وسط اتهامه بتكديس النجوم وقتل مواهبهم، كل ذلك كان جزء من تاريخ الاتحاد القريب لكن الوضع الحالي مختلف تماماً.
سياسة التخلص من نجوم الفريق الكبار من دون القدرة على توفير البديل فعلتها إدارة النصر عام 2007 وصارع الفريق حينها على الهبوط، والآن تكررها إدارة الاتحاد بسيناريو متطابق، البداية كانت مع الثنائي الكبير محمد نور ونايف هزازي وثالثهم الآن سعود كريري.
ما يحدث داخل الاتحاد حالياً هو تفريغ حقيقي لمكتسبات الفريق طوال السنوات الماضية، والسعي لإضعاف قيمة أصوله السوقية حتى يسهل تملك أسهمه فور البدء في مشروع الخصخصة، والاتحاد سيكون هو أول الأندية المستهدفة لهذا المشروع بناء على عدة أخبار متواترة.
الغريب هو عدم وجود كبير للنادي حالياً يملك القدرة على احتضان كافة الاتحاديين تحت سقف واحد، وتقريب وجهات النظر لحل جملة خلافات يشكو منها النادي منذ شهور طويلة ولم تزل.
وأعتقد أن المكابرة هي الداء الذي يسهم في إفشال عمل كثير من الإدارات تعتمد سياسة "ما أريكم إلا ما أرى" من دون النظر إلى المصلحة العامة للكيان، يُحسب للمهندس محمد الفايز رئيس النادي تقديمه استقالته قبل أسبوعين تقريباً، وتنازله عن 7 ملايين ريال لخزانة النادي استجابة لرغبة المدرج الاتحادي الكبير لكن ماذا عن البقية؟
الاتحاد تحديداً منذ عام 2007 الذي شهد إجبار رئيسه التاريخي منصور البلوي على الاستقالة والابتعاد عن المشهد الاتحادي لم يشهد إستقراراً إدارياً، لذلك مر على كرسي رئاسته منذ ذلك الوقت 6 رؤساء بداية من المهندس جمال أبو عمارة وحتى الآن بتواجد الرئيس المكلف المحامي عدنان جمجوم.
في الاتحاد حالياً لا أحد يقوم بدوره سوى جماهير النادي الذين يتواجدون في المدرجات ويدعمون بالطرق المتاحة، في المقابل غياب شرفي، تواضع فني داخل الملعب، عجز إداري كبير، والضحية جمهور قدره أنه لوحده يحترق.
الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتحمل مسؤولية ما يحدث داخل أروقة الاتحاد بتركها لتراكم الديون على الرغم من تغيّر الإدارات، وقرار تشكيل لجنة من قبلها للنظر في أوضاع النادي جاء متأخراً كثيراً، ولم يُحرّك ساكناً لإصلاح سوء وضع ناد كبير كان ضحية تناحر ومصالح خاصة وسط تجاهل رسمي، والنهاية ديون تفوق المائة مليون.
إجمالاً الاتحاد يحتاج إلى رجل كبير في تجسيد للمثل المصري الشهير:
"اللي ما معوش كبير يشتري له كبير".