يقول الخبير التلفزيوني الكبير ومدير القناة الرياضية السعودية الأسبق عبدالله المقحم عبر حسابه الشخصي في تويتر: "من يعتمد على خط في احتساب تسلل لايأخذ في اعتباره موقع الكاميرا، لأن وجودها في زاوية منحرفة قليلا ينتج عنه خداع بصري، في أوروبا يستخدمون على الأقل كاميراتين ثابتتين مقابل خط ال١٨ولايستخدمون خطوطاً عشوائية".
هذا التعليق جاء على حادثة هدف النصر الثاني في مواجهة الشباب الدورية التي انتهت صفراء بثلاثية مقابل هدفين، والحديث حول وجود تسلل بناء على الخطوط التي أظهرتها تقنية النقل التلفزيوني الخاصة بشركة "العالمية" التي تتولى إنتاج المسابقات الدوري السعودي لصالح القناة الرياضية.
قبل ذلك كان لخبير الاتحاد الدولي لكرة القدم والمحلل الحالي في القناة ذاتها ماجد عبدالله رأي واضح يكشف تمرسه وبعد نظره وامتلاكه لرؤية ثاقبة تفوقت على جميع الآراء التي أكدت على حالة التسلل، حيث أكد على صحة الهدف، وعدم صحة موقع الخطوط الكاشفة لمواقع اللاعبين، وأعتقد أن ماجد هو سيد منطقة الجزاء، ويحفظها عن ظهر حب وليس قلب فقط، واللقطات التي التقطها هواة من المدرجات للهدف من موقع مميز كشفت خللاً كبيراً في عمل شركة "العالمية" التي جاءت لتزيد من مستوى الإحراج الذي تعاني منه القناة الرياضية طوال الفترة الماضية.
كان المشاهد الرياضي للقناة الرياضية السعودية بعد تجربة شركة "الخبير" المتواضعة يحلم بمستوى نقل لايقل جودة عن الدوري الإماراتي أو القطري وليس الإسباني أو الإنجليزي في ظل وجود ميزانية ضخمة تساعد في تحقيق ذلك تكفلت بها الدولة لكن ذلك لم يحدث، وأسهم النقل التلفزيوني الحالي في المزيد من تضخيم الأحداث التحكيمية وغيرها في ظل عدم جودة النقل فضلاً عن مواقع الكاميرات وعددها القليل، وأخيراً مستوى الإخراج الذي يعيدنا إلى زمن النقل بكاميرا واحدة على الرغم من وجود تقنيات فنية عالية من حق المشاهد الاستمتاع بها.
قائد النصر السابق محسن الحارثي كتب لي متسائلاً: "لماذا تحولت مواجهات الدوري السعودي إلى لوحة إعلانات حتى والمواجهات على صفيح ساخن من الهجمات المتبادلة يظهر لك إعلان من دون أدنى مراعاة لتوقيته أو تسببه في حجب الرؤية جزئياً عن حالات هامة للمشاهدين فضلاً عن توقيت الإعادة للقطات الذي يتجاهل سير المواجهة، ووجود هجمات أكثر أهمية من لقطات الإعادة".
الأخبار الأخيرة حول نية الاتحاد السعودي لكرة القدم تسليم شركة إنتاج محترفة ملف الدوري السعودي بداية من الموسم المقبل ربما أنها خطوة مهمة نحو تصحيح الأخطاء الكبيرة، وعدم ترك مسؤولية الدوري لشركات إنتاج وسيطة ووليدة مهمتها تحصيل الإيرادات، وتحويل مهمة النقل إلى حقل تجارب يتأذى منها المشاهد المغلوب على أمره والذي لايملك خياراً آخر.
إجمالاً التعامل مع نقل الدوري السعودي مسؤولية كبيرة، وضروري أن يتسلمها من هو أهل لها، خبرة وإمكانات وابتكاراً وإبداعاً، وليس من كل مؤهلاته وإمكاناته علاقاته فقط.