لم يجد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل رداً حول سؤال أحد المغردين في “تويتر” عن غياب تدخل الرئاسة في وضع نادي الاتحاد، وإقالة رئيسه المهندس محمد الفايز بعد أحداث ملعب الشرائع في مكة التي أعقبت ثلاثية النصر الدورية في مرمى الاتحاد الأسبوع الماضي إلا القول: “لايحق للرئاسة إقالة إدارة منتخبه، هذا حق للجمعية العمومية... إلخ”.
هنا أجد أنني أتفق مع الأمير نواف في جانب أهمية عدم تدخل الرئاسة لكن في المقابل أتساءل عن دورها في تنظيم عمل الجمعيات العمومية والمقتصرة فعلياً على الأهل والأصدقاء والأحباب ممن تكون خياراتهم موجهة ومرتب لها من قبل إدارات الأندية، والشواهد كثيرة.
ولعل إعلان إدارات الأندية عن فتح باب العضوية في الأندية في صحف بعيدة كل البعد عن مقر ناديها أو بشكل غير واضح وبارز دلالة على سعيها لتغييب الإشتراك خوفاً من دخول أسماء جديدة لا تواليها، ونقل لي من أثق به أن أحد أندية المدينة المنورة كان يتعمد نشر الإعلان في صحيفة “اليوم” في الشرقية متجاهلاً صحف المنطقة مثل: “المدينة، عكاظ”، أو حتى الصحف الرياضية المتخصصة رغبة منه في عدم مشاهدة الراغبين من أبناء المدينة للإعلان أو تفويت فرصة الاشتراك عليهم، خصوصاً أنه لوقت محدد يتم فتحه لمرة واحدة في السنة حسب تعليمات الرئاسة.
حالياً أعتقد أن الأندية تمر بمرحلة تاريخية لكن الرئاسة لا تعي كيفية مسايرة هذه المرحلة أو تسهم في تنظيمها بطريقة يحفظها التاريخ لها عبر حل جميع مجالس إدارات الأندية نهاية الموسم الجاري، والدعوة لعقد جمعيات عمومية حقيقية في كافة الأندية، ولعل واقع الأندية حالياً يساعد على ذلك، مثلاً في نادي الاتحاد إدارة مكلفة حالياً برئاسة المحامي عادل جمجوم، وفي النصر ستنهي الإدارة الحالية برئاسة الأمير فيصل بن تركي فترتها الرسمية خلال أسابيع، وفي الشباب تلويح من قبل خالد البلطان على تقديم استقالته نهاية الموسم الجاري، والأندية المتبقية مفرق دمها بين قبيلتيّ التكليف أو التزكية في تغييب حقيقي وواضح لدور المشجع الذي يأمل أن يقوم بواجبه تجاه ناديه وأقل مراتب ذلك دعمه عبر الاشتراك في عضوية النادي، واختيار من يأمنه على عشقه الرياضي.
تجربة انتخابات اتحاد كرة القدم للمرة الأولى نحتاج لتعميمها في الأندية، وهي عملية من شأنها أن تؤسس لعمل احترافي سيقضي على مزاجية الرؤساء، ووصاية أعضاء الشرف المتنفذين، وإشعار الجمهور الرياضي بأهميته، وإنهم جزء رئيسي في عمل الأندية، وإنهم هم لوحدهم أصحاب القرار في اختيار الرئيس بأصواتهم، وكذلك لديهم فرصة محاسبته، وسحب الثقة منه في ظل عدم وفائه بوعوده، أو لارتكابه جملة من الأخطاء التي أضرت بمسيرة النادي، ومن هنا سيشعر كل رئيس أن هناك من سيحاسبه على قراراته، وسيفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار، وحينها ستغيب الفردية والمكابرة والمزاجية التي تعاب على عمل رؤساء الأندية المحلية.
إجمالاً دعوا جماهير الأندية يشعرون أنهم مقدرون، وأنهم شركاء في القرار، وحينها ستكون لدينا رياضة محترفة، ومنجزاتها لا تتوقف، وعملها مؤسسي بشكل حقيقي لازلنا نحلم به، وأتمنى ألا يطول الحلم.