"اعتقاد الإنسان بأنه على حق يجب أن لايمنعه من أن يمنح هذا الحق للآخرين في أن يقولوا ما لديهم، لكن عندما تغلق فكرك وتغلق منافذ المعرفة والتواصل سيكون لديك إحساس دائم بأنك الأحسن والأفضل، وهذا خطأ بالطبع، فالمزيد من الانفتاح يجعلك تعي من حولك، ويعزز ثقتك بنفسك أكثر". الأسطر أعلاه كتبها الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، اخترتها تحديداً لجماليتها وعمقها ولأنني أراها مفقودة في المشهد الرياضي المحلي الذي يحفل بقائمة كبيرة من "المنغلقين"و "مدّعي المعرفة"، والأدهى من ذلك "قليلي الإدراك" من فئة المسؤولين والإعلاميين الذين للأسف لا يعون جيداً معنى المسؤولية، ويدفعهم حبهم لأنديتهم لممارسة "حماقات" يتضرر منها الآخرون، إذ إن المحبين لايرون الحماقات التي يرتكبونها. ثمة جملة من الأحداث قدمت لنا قائمة من الأسماء التي تكشف بشكل أو بآخر سوءتها فكرها، وتأكيد على أن الكفاءة لم تكن ضمن المؤهلات التي أسهمت في إيصالها إلى سدة القرار أو مصادر الضوء والشهرة. واقع كرة القدم السعودية يؤكد وجود سعي لتطبيق الاحتراف لكن على صعيد الفرق والأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب وغيرها، وفي المقابل يوجد إغفال -لن أصفه بالمتعمد- في كيفية اعتماد دخول بعض الشخصيات إلى العمل في إدارات الأندية أو الأجهزة الإدارية للفرق والتي حتى وإن حملت الحد الأدنى من المؤهل العلمي، والشروط المطلوبة لكنها تفتقد إلى حس المسؤولية والقدرة على التعامل مع الضغوط، وكذلك حسن التعامل مع المنافسين، واحترام قرارات أصحاب القرار سواء في الملاعب أو المكاتب". هذه ممارسات سيئة جداً تكشف تواضع ثقافة بعض الإداريين الذي يحاولون إدارة شؤون فرقهم الكروية في الأندية على طريقة "فرق الحواري"، ويستغلون وجود تغطية إعلامية مكثفة لكافة المسابقات السعودية الكروية من أجل تصدير أسمائهم وتعريف الناس بهم ولو بطريقة خاطئة في ظل فهم خاطئ لمفهوم تصريح الـ"الأكشن". وسائل التواصل الاجتماعي باتت مسرحاً لجملة من الممارسات السيئة من مسؤولين وإعلاميين، ومجرد التوقف أمام تغريدات البعض منهم تكشف أن "الشق أكبر من الرقعة"، أو بمعنى آخر لم تعد تناسبها أية رقعة. كل ما أتمناه أن نصل إلى مرحلة تغيب فيها مثل هذه السلوكيات عبر تفعيل دور لجنة الانضباط تفعيل حقيقي وعادل عبر صدور قرارات عاجلة وحازمة تعاقب مُطلقيّ هذه التصريحات التي تنفر من الوسط الرياضي، قرار من شأنه أن يسهم في ردع "هواة الفلاشات" أو "مدعي الإخلاص لأنديتهم" لأن الوسط الرياضي منهم براء براءة الذئب من دم يوسف.