|


صالح الصالح
قادة الرأي في الرياضة
2013-11-24

قدم المشهد الرياضي السعودي خلال الأيام الماضية رسائل سلبية ذات تدن غير مسبوق، وتحديداً في الجانب الإعلامي عبر جملة من الأسماء ظنوا أن تحقيق الجماهيرية لايأتي إلا من طريق التحول إلى مشجعين متعصبين، أو عبر تصدير جملة من الإساءات للمنافسين، والشواهد كثيرة لا أسمح بسردها هنا. كنت ولازلت أصر أن وسائل الإعلام تمارس تكوين الرأي العام، وتسهم في تشكيله، وصنع صورة تساعد الجمهور لاتخاذ قراراتهم أو تحديد آرائهم تجاه القضايا المطروحة، ويمثل مسيري هذه الوسائل وأصحاب القرار فيها قادة رأي حقيقيين من دون أن يعوا طبيعة هذا الدور الهام والحيوي جداً أو أنهم يقومون عمداً بتجاهله في مجتمع يعتمد على وسائل الإعلام كثيراً، وحالياً على وسائل التواصل الاجتماعية وبشكل رئيسي، ولذا كل ما كان العمل الإعلامي مهنياً ومسؤولاً وصادقاً كان تأثيره كبيراً ويعود بالنفع للصالح العام. لنعود بالذاكرة قليلاً ولنفتش عن البرامج والقنوات التلفزيونية الرياضية التي تمارس مسؤوليتها الاجتماعية بحس مهني عال سواء في القنوات الحكومية أو الخاصة والتي أسهمت في إثراء وتثقيف المشاهد الرياضي العادي، وتمارس النقد المتجرد من الحسابات الخاصة، وبهدف الإصلاح ولاشيء سواه لتجد أنها وللأسف قليلة جداً، ويرجع ذلك إلى طبيعة مسيري هذه القنوات والبرامج وخلفيتهم الاجتماعية والمهنية، وخبراتهم المتراكمة وسماتهم الشخصية. أفترض أن تكامل الصفات السابقة سيوفر بالتالي منتجاً إعلامياً مميزاً صالحاً للعرض، إذا تمت فيه مراعاة القواعد الإعلامية المهنية، وهذه هي السياسة الإعلامية التي أرى أن ينتهجها من يريد صلاحاً وإصلاحاً لمستقبل الرياضة السعودية، وتحديداً لوسائل إعلامها. إجمالاً أعتقد أن الوقت بات يفرض ثمة حراك إعلامي ممنهج ومؤسس بشكل علمي وصحيح، يفرض تقديم جيل إعلامي شاب مؤهل في تخصصه، بعيداً عن التصنيف، ينشد المهنية ولا شيء سواها، والأهم من ذلك وعيه بدوره الحقيقي والفاعل، وأثق أن هذا الجيل موجود حالياً لكنه يحتاج فقط القليل من مضاعفة التأهيل، ومنحه الفرصة، وتشديد اعتماده على أخلاقيات المهنة لكي يؤتي أكله، وهو ما سيتحقق قريباً بإذن الله، لأن أوراق التوت سقطت منذ زمن طويل عن من كان المتابع الرياضي يصفهم بالرواد أو الإعلاميين الكبار، إذ أسهمت سقطاتهم المتتالية في كشف سوءة فكرهم، وإن تواجدوا في الإعلام جاء لأسباب مختلفة ليس من بينها أنهم إعلاميون حقيقيون.