|


صالح الصالح
آفة القناعات
2013-11-17

أحب ممارسة الفرح عندما تكون هناك مناسبة تستحق، وأعتقد أن اليومين الماضيين حملا لنا أخباراً سارة جداً تمثلت في ظفر المنتخب السعودي الأول ببطاقة التأهل الأولى عن مجموعته إلى نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا محققاً 4 انتصارات من 4 مواجهات، وفي خطوة جيدة في طريق استرداد ريادتنا وزعامتنا. مدرب المنتخب السعودي للشباب خالد القروني باستطاعته أن يمنحنا فرحاً آخر في نهائيات آسيا للشباب التي ستنطلق قريباً في عٌمان، خصوصاً أنه أحد المدربين الوطنيين القلة الذين يمتلكون الكفاءة الفنية والنظرة الثاقبة، وكذلك التجربة الميدانية العريضة، ولعل إسهامه المباشر والأساسي في تأهل "الأخضر الشاب" للمونديال قبل عامين ومن ثم التأهل للدور الثاني للمرة الأولى عقب غياب في 3 مناسبات سابقة كان دليل إثبات أنه مختلف اختلافاً تاماً، وهذا ما يدفعني للتأكيد على وجوب ممارسة إنصاف الكفاءات الوطنية المنجزة، والقروني من أهم هذه الأسماء حالياً وهو ما انعكس حالياً على مستويات ونتائج "الأخضر الشاب" حالياً الذي قطف ثمار أولى أفكار القروني، ومنهجيته الإدارية والفنية المختلفة، ولعل حجم النجوم المتواجدين في الدوري حالياً هم من اكتشافات هذا المدرب. قائمة طويلة من الأسماء الأجنبية منحت فرصتها كاملة في المنتخبات السعودية بكافة فئاتها ونالت من الدعم الإعلامي والجماهيري والرسمي الشيء الكثير من دون القدرة على تحقيق منجز نتباهى به، وأبناء الوطن مثل القروني وجد نقداً قاسياً وتشكيكاً بأهليته الفنية وتقليلاً من قدراته التدريبية، وكأن اسمه العربي الخالص يكفي لعدم قبوله، لكنه فضل الرد بشكل عملي، وهو ما تحقق. وأرى من الآن العمل لاستثمار المرحلة التي وصل لها المنتخب السعودي للشباب، والذي يتواجد أغلب عناصره على مستوى الفريق الأول في أنديتهم، وكذلك في المنتخب الأول. ولك أن تتخيل أن قائمة المنتخب السعودي للشباب المقبلة ستضم فواز القرني وعبدالله السديري وعبدالله العويشير خلاف أحمد عسيري وياسر الشهراني وعبدالله الحافظ وعبدالله مادو ومصطفى بصاص وفهد المولد وصالح الشهراني وقائمة أخرى من النجوم، وبالتالي ربما أن لجنة المسابقات في مأزق حقيقي خلال الجولات المقبلة في حال لم يتم تأجيل جولتين من الدوري حتى لا تضرر الفرق المشاركة في الدوري والتي ستفقد لاعبيها وسط مواصلة التنافس دورياً. أفترض أن تجربة المدرب الوطني في المنتخبات السعودية غالباً ما ثبت نجاحها، وربما أن تجربة القروني الناجحة ستسهم في إعادة الثقة في مدربين ينتظرون الفرصة، وأجد أن من الجيد تأكيد أهمية تواجد المدربين في الدرجات السنية للفرق، وكذلك في فرق دوري ركاء، ولعل سمير هلال مع الخليج وسعد الشهري مع شباب النصر وغيرهم مجرد دلائل نجاح، لذلك جيد العمل على إقرار ذلك مستقبلاً، وذلك في ظل التركيز المستمر على أجهزة فنية أجنبية تضر ولا تنفع، ولم نعد في حاجة لتحويل كرتنا إلى حقل تجارب لأسماء تدريبية كل مؤهلاتها أنها تحتفظ بصداقة جيدة مع مدرب الفريق الأول الأجنبي فقط.