تخيّل أنك أحد العاملين في الوسط الرياضي لاعباً أو إدارياً أو مدرباً أو إعلامياً، وتشعر أن كرامتك على كف عفريت، إذ بإمكان أية شخصية كانت توجيه الإهانة لك أو اتهامك أو شتمك، وعلى الهواء مباشرة، أو عن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وحينها تعود إلى منزلك وأنت تشعر بقهر الرجال الذي تعوذ منه الرسول الكريم. ما يحدث بكل اختصار حالياً هو أن المشهد الرياضي المحلي أصبح فاقداً للاحترام بين كافة منسوبيه، يشهد انفلاتاً كاملاً من الغالبية العظمى، عبارات عنصرية وأخرى مسيئة باتت تتكرر في كل موسم، مدرجات المنافسين في مواجهة في درجة ناشئين لاتخلو من تراشق لفظي مروراً بحادثة رجم انتهت بتعرض طفل لإصابة. عبارات مسيئة في لوحات جماهيرية يتم السماح لها بالدخول وعرضها على الملأ، أما في داخل إستديوهات البرامج جملة من المفردات غير قابلة للتداول في الإستراحات خاصة فضلاً عن الجهر بها، وأخيراً وليس آخراً سباق في التشكيك والاتهام والشتم ومن حسابات معروفة في مواقع التواصل الاجتماعي دون أدنى محاسبة، ومن دون اتخاذ أي إجراء يحفظ له كرامة المتضرر، إذ ينتهي بطريقة من تسبب بحادث سير لكنه يحمل تأميناً. كل ما يطلبه الكثير في هذا الوسط الرياضي الممتلئ بجملة من المتناقضات أن تسود لغة الاحترام مهما اشتدت حمى المنافسة بين الفرق، وأن تكون هناك لغة لاتجاوز فيها، تستند إلى تقدير الآخرين وتوفير الاحترام لهم مهما بلغ الاختلاف، وبعيداً عن المثالية لا أعتقد أن من الممكن حدوث ذلك ما لم تكن هناك قرارات حازمة لكل من يصدر سلوكاً أو عبارة بها من الإساءة لطرف آخر سواء في داخل الملعب أو حتى خارجه في وجود متضرر لم يجد من يحفظ له كرامته، ويرد له اعتباره، خصوصاً أن الكثير بات يسئ الأدب لأنه يأمن العقوبة، وكم أتشوق لوجود حالة تنطبق عليها تفاصيل قضية يتم تصنيفها ضمن الجرائم الإلكترونية، ويتم معاقبتها بناء على النظام حتى يتعظ البقية، وينخفض معدل الإنفلات الذي يحتاج للضبط. أخيراً كل ما أخشاه أن تشهد الفترة المقبلة أقوالاً وأفعالاً سلبية وبشكل علني وصريح تفوق ما حدثت خلال الفترة الماضية، وحينها سيخاف أولياء الأمور على أبنائهم من حضور أو مشاهدة المواجهات أو حتى بعض البرامج التي لا تختلف في محتواها عن ما يقال أو قيل في السابق، وكل ما أملكه الآن قول "اللهم سلم سلم".