|


صالح الصالح
الأندية بين (حاج) و (داج)
2013-10-01

بقيت أيام قليلة وسيتوقف النشاط الرياضي بسبب موسم الحج خلاف معسكر "الأخضر" لمواجهة العراق الآسيوية التي صادفت التوقيت ذاته. أكتب الآن تحديداً ليقيني أن العتب كان ولايزال حاضراً على الكتابة النقدية التي تأتي غالباً بعدما ينفض السامر، لكنني هنا أكتب تنبيهاً ورغبة ً في تسليط الضوء على ممارسة إيجابية بالإمكان العمل عليها من الآن قبل فوات موسمها، كل ما آمله استثمار الأحداث الاجتماعية أو الدينية التي تمر علينا، وعدم التهاون في الاستفادة منها وهي التي تأتي بشكل سهل ومتكرر، وأتمنى ألا تكون أيام الحج المقبلة فصلاً من فصول تكريس الصورة الذهنية عن حالة التباعد الكبيرة بين الوسط الرياضي والمجتمع. كنت ولازلت أتمنى أن أرى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذات أدوار فاعلة وشريكة رئيسية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، على الرغم من مجهودات ذراعها الوحيد في هذا المجال الكشافة التي تؤدي أدواراً هامة وحيوية، لكن "رعاية الشباب" تحتاج إلى حراك أكثر لايقل أهمية عن القطاعات الأخرى. التقصير والإهمال الموجود في "رعاية الشباب" ينطبق أيضاً على الأندية التي يغيب فيها التفعيل الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية، ولعل الحج فرصة مواتية لأن يكون للأندية إسهام ملموس في هذه الأيام المباركة عبر أكثر من مشاركة، حتى لو كانت على مستوى منسوبي النادي والعاملين فيه، إذ أفترض أن حملة تضم٥٠ شخصاً من العاملين في النادي يلبسون زياً موحداً يحمل شعار النادي بشكل تسويقي جميل ممكن أن يكون له أعظم الأثر في تعزيز ولاء هؤلاء العاملين في النادي أولاً، خصوصاً من كان منهم حديث عهد بالإسلام، كما أنه سيعكس صورة إيجابية جميلة عن النادي وأدواره الاجتماعية، وتحديداً للحجاج القادمين من الخارج الذين سيحملون صورة جميلة عن هذا النادي الذي لاينسى منسوبيه، بدليل أنه يتكفل سنوياً بحملة حج خاصة بهم. أفتش عن عدد الأندية التي قامت بمثل هذه الخطوة، أو أقل منها واهتمت بتسويقها إعلامياً واجتماعياً، أو من هو النادي الذي تكفل بحملة حج للأيتام أو أبناء المساجين أو أبناء الشهداء أو للمحتاجين بشكل عام، أستطيع أن أقول: لا أحد، وحتى لا أظلم أحداً ووجد من عمل ذلك فإنه غاب عن تسويقها ومنحها حقها من الاهتمام الإعلامي الذي تستحقه. أتمنى أن أرى حملة حج باسم الأمير هذلول بن عبدالعزيز يرحمه الله خاصة بمنسوبي نادي الهلال وعلى نفقة إدارة النادي أو أحد أعضاء شرفه، أو حملة الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله الخاصة بنادي النصر، والتي تكفلت بها إدارة النادي أو أحد أعضاء شرفه، أو حملة الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله في الأهلي، أو عبدالله الدبل يرحمه الله في الاتفاق، أو حمزة فتيحي يرحمه الله في الاتحاد، وقس على ذلك في بقية الأندية. أعتقد أن هذه الأيام المقبلة تمثل أبواباً للسباق في الخير بما يعود نفعه ديناً ودنيا، وكذلك على النادي ومسيريه وجماهيريه الذين سيتباهون في فعل الخير، ويدفعون الآخرين لمنافستهم في سباق الجميع فيه رابح بلا شك، خصوصاً أن بعض الأندية لايفصلها عن بيته الحرام إلا كيلوات قليلة ولاتحتاج لكثير تعب أو لاستعدادات معقدة، لكنها الهمة التي غابت عن البعض، ولذلك سيخسروا أجرها وأجر من يقتدي بهم، لأن الرياضة ليست مجرد 90 دقيقة على الملعب يرافقها صور وتصاريح و"أكشن"، فهي أسمى من ذلك، ونحن في حاجة ماسة لتذكر هذه الحقيقة.