|


صالح الصالح
(ركاء) كشفت الذكاء
2013-09-29

الفكر الشاب المؤهل حين يحضر ينجح في تحقيق قفزة كبيرة في أي مجال يتواجد به شريطة منحه الوقت والمساحة والصلاحية الكاملة لتحقيق ذلك. سليمان المالك مدير عام شركة ركاء القابضة، وهي الشركة الراعية لدوري الدرجة الأولى للمحترفين، ربما أنه استطاع تأسيس ثقافة تسويقية جديدة في وسطنا الرياضي حتى وإن كان على مستوى أقل، لكنه تحّمل المخاطرة في رعاية دوري الدرجة الأولى في أول تجربة للرعاية، وبمبلغ وصل إلى 18 مليون ريال لثلاثة أعوام، خصوصاً أن الأوضاع المصاحبة لطرح منافسة رعاية الدوري آنذاك شهدت عزوفاً أو عروضا متدنية قبل أن يتم عرضها مجدداً، وتظفر بها شركة "ركاء". الجميل في هذه الخطوة من وجهة نظر تسويقية بحتة أن مبلغ الرعاية يعد مناسباً جداً إن لم يكن زهيداً مقارنة بدوري عبداللطيف جميل والذي وصل إلى 120 مليون ريال في العام الواحد، أي أن عقد رعاية دوري الدرجة الأولى يساوي 5 % فقط من قيمة دوري جميل، وهذا الخطوة أسهمت في تحقيق جملة أهداف، فمثلاً نجحت في تسويق اسم الشركة الموسم الماضي، والجاري، واستطاعت تحقيق نسبة تكرار عالية جداً في الاسم لن تحققه أية حملة إعلانية ولو كانت مكثفة وعلى مدى فترة طويلة مثلما فعلت رعاية دوري الأولى، كما أن مسيري الشركة بإمكانهم الاستفادة من هذه الرعاية في عدة أوجه، فمثلاً يمكنهم تصنيفها على أنها جزء من المسؤولية الاجتماعية لشركتهم، وهو أمر متحقق في قطاع يُعنى بالرياضة والشباب، كما يمكن وصفها بالاستثمار المربح لو تم العمل عليها في هذا الجانب في ظل التنوع الجغرافي المميز والكبير الذي يتميز به دوري الأولى عن نظيره في الممتاز، وتمت إقامة فعاليات مصاحبة لمواجهات الدوري في عدة مناطق بما يعود نفعه على الشركة وعلى المشاركين. ما حدث في تجربة رعاية دوري الدرجة الأولى لشركة لا تُقدّم منتجاً استهلاكياً يومياً كان مخاطرة لكنها المخاطرة التي أثمرت وتحققت جملة من أهدافها، وهو ما يعزز الحديث حول تغير الرؤى التسويقية على مستوى العالم، وتنوع أساليبها، يدعمه تأثر القيمة الإعلانية في الإعلام التقليدي، وأقصد بها الصحافة الورقية تحديداً، وهو ما دفع ربما مُلاّك الشركة خصوصاً من الجيل الشاب لعدم تكرار الأخطاء، والبحث عن قنوات تسويقية جديدة في مجالات مختلفة، ولعل المجال الرياضي كان خياراً موفقاً لهم، وربما أنهم في طريقهم لتحفيز آخرين لتكرار التجربة حتى وإن تقلصت الفرص حالياً بشكل كبير على المستوى العام، وبقيت مقتصرة على الأندية بشكل فردي. إجمالاً الفكر الشاب مقبل متسلح بالعلم والتأهيل والرغبة في الإفادة والاستفادة، وتجربة شركة "ركاء" شاهد على العصر الذي نتمناه في وسطنا الرياضي.