|


صالح الصالح
“الخويّ الرقمي”
2013-09-22

وصف أحد أصدقاء برناردشو بالكاتب المغرور، قائلاً له: “أنا أفضل منك، فإنك تكتب بحثا عن المال، وأنا اكتب بحثا عن الشرف”. فرد عليه برناردشو على الفور: “صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه”. ربما أن هذا هو أكبر مشكلات المشهد الإعلامي الرياضي المحلي الذي بات للأسف ممتلئا حد التخمة بالممارسات السلبية التي يجب أن يوضع لها حد قبل أن تتحول إلى منهجية يسير عليها جيل إعلامي جديد يحتاج إلى من يمد يديه لمساعدته بدلاً من الإسهام في إغراقه، ورفع شعار “غرّق الغرقان أكثر”. أعتقد أن المتتبع لتعاطي إعلامنا بكافة وسائله يرى أن هناك تصديراً لبعض الأسماء مؤهلهم الوحيد أنهم مجرد “الخويا” فقط، وتم تحويلهم إلى “نجوم شباك” عقب استيطانهم الاستوديوهات، والنوم فيها، وكذلك في البرامج التلفزيونية والإذاعية، والمواقع الالكترونية من دون أدنى مراعاة لأبسط قواعد المهنية والحياد، وأخلاقيات العمل الإعلامي الصادق. وللأسف أن الكثير من الصحفيين رضوا بالتحول من تقديم رسالة سامية للصالح العام إلى رسائل شخصية تمليها العلاقة مع بعض مسئولي الأندية، وأعضاء شرفها وفق مصالح مشتركة للطرفين تهان فيها القيمة العالية للقلم وحامليه. وفي وسائل التواصل الاجتماعي حالياً -التي باتت مليئة بجيش من الإعلاميين غير الرسميين-، زاد عدد “الأخوياء” الذين يجدون في تقديم أنفسهم بهذا الثوب قبولاً جماهيرياً، ويقابله رفض مهني معلن في ظل ممارسات بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق والتعامل العادل المنشود في وسط لم يعد فيه مساحة لكل ما سبق، والمؤسف أن بعض هؤلاء ممن بلغوا من الكبر عتياً لديهم مراهقة متأخرة لم يجدوا مكانا يناسب إفرازاتها السيئة إلا في الوسط الرياضي. والعجيب أن هؤلاء ممن راقت لهم ممارسة لعبة التزلف والتقرب لرؤساء الأندية وأعضاء الشرف يجدون حظوة جماهيرية ربما لا يحظى بها بعض اللاعبين، وتحوّلوا ممن يحملون “المباخر”، ويتفننون بالتطبيل إلا من تُقرع لهم الطبول، ويتم زفهم، وإنجازهم الوحيد أنهم نجحوا في أن يكونوا سيئين فقط. أنا هنا لا أمارس مثالية عفا عليها الزمن كما سيراها البعض، ولكنني أرى أن الوقت بات مناسباً لإبعاد الأسماء المنتفعة من الإعلام، ويستحقون التجاهل في وسائل التواصل الاجتماعي في ظل أنهم رضوا أن يكونوا من متسوليّ الضوء، ومن مصدريّ البذاءة، والباحثين فقط عن زيادة المتابعين عبر الإساءة للمنافس، وخلق الشائعات، وترويج الأكاذيب، وأجزم أن أوراق التوت بدأت في التساقط عنها، وكُشفت سوءاتهم الفكرية والأخلاقية التي يتضرر منها وسط قدره أنه الأكثر تأثيراً في المنطقة، ومن حقه أن يواصل ريادته وتفرده بدلاً من تركه عرضه لكل من يراه مباحا لكل من هب ودب، وليكن شعارنا جميعاً “وسط لا نحميه..لا نستحق العمل فيه”، أسوة بالشعار الأم “وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه”.