|


صالح الصالح
نادينا السعودي في إنجلترا
2013-09-08

أعترف أننا على مدى السنين الماضية خرجنا مهزومين في سباقات عدة، ولا زلنا نكابر أو أننا لم ننتبه إلى ذلك، ولعل ما يهمني هنا حالياً الاستثمار الرياضي وقبله الاستثمار الإعلامي الذي كنا على مدى عقود طويلة مسيطرين عليه في المنطقة، ولعل الكثير يتذكر تجربة قنوات "أوربت" مروراً بقنوات راديو وتلفزيون العرب، وكل ما أخشاه خسارة جديدة في مقبل الأيام. جملة هذه الخسائر للأسف لم يتزامن معها العمل على محاور مختلفة، وهو ما سمح لمن حولنا بالتقدم أكثر وأكثر وأكثر فيما فضلنا نحن موقف المتفرج المغلوب على أمره، ولعل تجربة قنوات الجزيرة الرياضية التي تحظى بدعم حكومي كبير تكشف وجود رؤية وبُعد نظر نحتاجه كثيراً. الأمير عبدالله بن مساعد ربما أنه تنبه لهذه الإشكالية، وبادر من تلقاء نفسه لكي يكون له ولنا موضع قدم في هذا السوق العالمي، لذلك اختار الدخول من الباب الكبير، وتحديداً من الكرة الإنجليزية التي لا تزال تحتفظ بقيمتها وقوتها حتى وإن غابت عنها المنجزات مقارنة بنظرائها في إسبانيا وإيطاليا وأخيراً ألمانيا التي عادت بقوة. فكرة امتلاك نصف أسهم ناد إنجليزي عريق، والرغبة في إعادته إلى دوري الكبار في إنجلترا فكرة خلاقة وفيها من المخاطرة الشيء الكثير لكنها المخاطرة المحسوبة في الكرة الإنجليزية التي نجحت في جذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم من مصر والإمارات وروسيا وأمريكا وماليزيا والكويت وأخيراً السعودية. أعتقد أن هذه الخطوة ربما كشفت أن مشروع خصخصة الأندية السعودية مقبل على عوائق عدة ليس من السهل تجاوزها، ويحتاج الكثير من الوقت والجهد للحصول على الموافقة الرسمية قبل تحويله إلى حقيقية واقعية، وهو ما دفع الأمير عبدالله بن مساعد وهو المسؤول على هذا الملف لاتخاذ هذا القرار التاريخي، والبدء في الاستثمار في الأندية الإنجليزية في ظل امتلاكها للبنية التحتية التي تحفظ حقوق المستثمرين فضلاً عن البيئة الجماهيرية والإعلامية، والتنظيمات التي تسمح لكل مستثمر بمعرفة حقوقه وواجباته، وإمكانية تحقيقه لأرباح في حال اختيار منهجية إدارية سليمة. منذ أن تملك الأشقاء في الإمارات نادي مانشستر سيتي قبل سنوات قليلة، والبعض تعاطف معه، ووصفه بأنه "نادينا الخليجي" قبل أن يكون لنا في إنجلترا حالياً "نادينا السعودي"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه الاستثمار الإماراتي في إنجلترا هو استثمار حكومي لذلك نجح سريعاً، فيما الاستثمار السعودي هناك استثمار فردي لذلك يحتاج الكثير من الوقت والجهد لتحقيق أهدافه. أخيراً سأضرب مثالاً وحيداً فقط يعزز من واقعنا السيئ في النظر للرياضة على أنها ترف فيما ينظر لها الآخرون على أنها صناعة، الأشقاء في قطر والإمارات دخلوا بقوة في الرعايات الاستثمارية التي أقدمت عليها شركات الخطوط لديهم مع الأندية الأوروبية الكبيرة، فالخطوط الإماراتية ترعى حالياً نادي ريال مدريد في إسبانيا، وآرسنال في إنجلترا، وباريس سان جيرمان في فرنسا، خطوط الاتحاد الإماراتية ترعى مانشستر الإنجليزي، الخطوط القطرية ترعى برشلونة الإسباني، فيما الخطوط السعودية لم تنجح في رعاية ناد واحد في دوري الدرجة الأولى السعودي، واقعنا صعب لكننا نكابر أو بمعنى آخر أصبحنا نمارس التجاهل وبعبارة أكثر دقة "التطنيش".