|


صالح الصالح
الأندية اليتيمة
2013-07-23

على مدى الشهور التي سبقت نهاية عقود الأندية الاستراتيجية التي استمرت خمسة أعوام مضت، كان أغلب حديث مسيريها أن العروض كثيرة، وقائمة من يطلب وّدهم لا نهاية لها، وأنهم لن يجدوا صعوبة في إيجاد رعاة آخرين فور نهاية العقد الحالي الذي سيكمل شهرين على نهايته من دون أن يعلن أي ناد عن توقيع عقد رعاية جديد على الرغم من قرب انطلاق الموسم الرياضي الجديد، وهو ما يثبت أن قصة قائمة الرعاة الجدد لم تكن حقيقية، وأن الأندية في طريقها لأزمة مالية تاريخية ما لم تنجح في إيجاد عقود معقولة وليست مجزية لأن زمن العقود المجزية ولّى من غير رجعة. - صور التكتل الرباعي بين كبار القوم في أندية الاتحاد والأهلي والنصر والشباب ضد شركة الاتصالات السعودية “الراعي السابق” لهم جميعاً أوحت للوسط الرياضي بقوة هذه الأندية، وأن تشكيلها لهذا التكتل سيجبر شركة الاتصالات على تجديد العقود، وبأرقام تفوق العقود السابقة، وهو ما لم يحدث ولن يحدث حتى بالأرقام السابقة، وهو ما يثبت فشل هذا التكتل، وعدم جدوى فكرته في الأساس، مع التأكيد على أن “الأصفران” الاتحاد والنصر هما أكبر المتضررين من هذا التكتل في ظل وجود شخصيات مرجعية في الأهلي والشباب وهو ما يفتقدانه. - الأهلي لديه الأمير خالد بن عبدالله قامة وقيمة، ودعم وقرب واستشعار بالمسؤولية، وهذا الأمر ينطبق على الشباب في ظل تواجد الأمير خالد بن سلطان، أما في النصر والاتحاد فلا توجد هذه الشخصيات المرجعية التي تقول: “أنا لها”، وتلتزم بذلك، بدليل قائمة الديون الحالية التي تثبت تردي الأوضاع المالية في أروقتهما مهما كابرا وأنكراها، وتصوّرهما أنهما أندية يتيمة لن تجد من يعيلها. - الهلال بقي على عقده مع شريكه “موبايلي” عام واحد، ومن حسن حظه أنه يراقب المشهد حالياً من بعيد، وبإمكانه تعلم الدرس جيداً قبل نهاية عقده حتى لايصل به الحال إلى النصر والاتحاد في ظل تشابه وضعه معهم في عدم وجود الشخصية المرجعية المقتدرة. - أعتقد أن هذا الحراك الحالي في المشهد الرياضي المحلي يكشف لنا خطأ في هيكلة بناء الأندية من الداخل خصوصاً في جوانبها المالية التي لاتعي مواردها الحقيقية التي تستمدها من جماهيرها أولاً، ومن ثم عقود النقل التلفزيوني التي لاتمتلكها ولاتتحكم فيها، خلاف موارد أخرى تتمثل في عقود الرعاية، وتذاكر المباريات، ومتاجر الأندية، وأخيراً بيع عقود اللاعبين. - أخيراً أثبتت الفترة الحالية أن إدارات الأندية تكرر أخطاءها في تجاهل الاستعانة بالمتخصصين في التسويق، والزهد في إقامة إدارات تسويق محترفة داخل الأندية تجمع بين المهارات التسويقية والخلفية الرياضية، والانطلاق من واقع وميدان الرياضة المحلية لذلك باتت المخرجات لاتبشر بخير، وتنبئ بعودة زمن التسول والتوسل لأنديتنا الكبرى إلى أن يشاء الله غير ذلك، وتعود الأندية للتنفس من جديد لأنها تختنق، ولا أحد يستشعر خطورة وضعها.