|


صالح الصالح
(رعاية الشباب) من ترعى ؟
2013-07-14

الحقيقة أن المشهد العام بأكمله تحوّل إلى "مزاد شعارات" هذا الوصف ينطبق على كافة المستويات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى رياضياً، وأتوقف أمام الجزء الأخير لأنه ما يعنينا هنا. في الأندية الرياضية ومنذ اليوم الأول لتأسيسها والعبارة التقليدية "رياضي، ثقافي، اجتماعي" موجودة على شعار كل ناد لكن قليل من يطبقها. في رمضان ومع توقف النشاط الرياضي الرسمي، وغياب أدوار المراكز الصيفية أو الرمضانية الفاعلة كان من المنتظر أن تكون أنديتنا خصوصاً من تمتلك مقرات جيدة أن تتحول إلى "خلايا نحل شبابية"، وتمارس جزءا من دورها الحقيقي تجاه المجتمع بدلاً من ترك الشباب عرضة للفراغ والخمول والترهل الفكري والبدني. قلة هي الأندية التي تعي دورها، وتجتهد لتقديم منتج شبابي مميز في الشهر الفضيل بما يعود نفعه على النادي ومنسوبيه وأنصاره ومرتاديه، وعلى صورته الذهنية التي ستتعزز بشكل إيجابي. في العام الواحد يمر على الأندية أكثر من مناسبة دينية أو اجتماعية أو وطنية وللأسف يتم تجاهلها، والإعراض عن جملة الفوائد التي يمكن تحقيقها في حال تم استثمارها بالشكل الأمثل خصوصاً أنها في مواعيد محددة، ولأيام قصيرة. أعي جيداً أن الأندية تفكر في ما هو أبعد من الاهتمام بأنشطة شبابية بعيداً عن الرياضة لكن من الجيد اختيار مشرفي الأنشطة الثقافية والاجتماعية من ذوي الخبرة والتخصص في النشاط الشبابي ممن شاركوا في مخيمات كشفية أو أعمال تطوعية أو مراكز صيفية أو ممن أنخرطوا في الأندية الطلابية محلياً أو خارجياً من الشباب المبتعثين، في ظل امتلاكهم لخبرات متراكمة بالإمكان الاستفادة منها داخل مقرات الأندية التي تتميز بمنشآت مهيأة لممارسة أكثر من نشاط مسرحي وخطابي ورياضي وتقني وغيرها كثير. ولأفترض أن الأندية عجزت عن استقطاب هذه الكفاءات –مع إستحالة ذلك- فاللجوء إلى الجمعيات التطوعية أو الجمعيات الخيرية بات حلاً جيداً لعقد شراكات لإتمام هذه المشاريع الشبابية، ولعل مؤسسة الأميرة العنود الخيرية من أكثر الجهات المحلية المانحة والداعمة لمثل هذه الأنشطة، وترتبط بعلاقة مميزة مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وجيد أن يتم تفعيل هذه العلاقة مع الأندية والمؤسسة عبر برامج مختلفة سواء على مدار العام أو في المناسبات الخاصة في ظل امتلاكهم للخبرة والبرامج المتنوعة وللكفاءات أيضاً القادرة على تطبيقها بالشكل الأمثل، وأجزم أننا نملك أكثر من مؤسسة أو جمعية لديها الفكر ذاته، والحماسة لوجود شراكات من هذا النوع. إجمالاً أعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبة بأن يكون لها من اسمها نصيب وتحديداً في جزئية رعاية الشباب، هذه الرعاية البعيدة كل البعد عن الرياضة، ولعل فرض إقامة نشاط شبابي على مدار العام أو في المناسبات الخاصة، وربطه بقيمة الإعانة السنوية للأندية خطوة من شأنها إعادة النشاط الشبابي إلى عهده الذهبي، والمسألة تحتاج إرادة ومن ثم إدارة فقط فقط.