يعمد الكثير من المتابعين إلى تصنيف البطولات السعودية على أنها منتج ذا جودة عالية مقارنة بالبطولات الأخرى في المنطقة، نظير تميزها بجملة من المواصفات التي رفعت أسهمها في ظل تواجد كم كبير من اللاعبين المحليين المصنفين على أنهم "نجوم شباك"، إضافة إلى جيش من المحترفين الأجانب المميزين، خلاف الأجهزة التدريبية الشهيرة، ومتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، والأهم من ذلك كله موروث رياضي كبير على مستوى القارة تتميز به السعودية مكنتها من التواجد في نهائي الأمم الآسيوية 5 مرات متتالية –ظفر بثلاث منها- وكذلك التواجد في 4 نسخ متتالية من المونديال العالمي، بعيداً عن واقعنا الكروي المخيّب للآمال خلال الأربعة أعوام الأخيرة. كل المؤشرات السابقة دفعت بالمسابقات السعودية لأن تكون ذات قيمة مادية عالية، وتحديداً في جانب النقل التلفزيوني، وأحسنت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في طرح مناقصة حقوق نقل المسابقات الكروية السعودية باكراً للشركات التلفزيونية الراغبة في الفوز بها، وإعلان فوز شركة "العالمية" بحقوقها ومنذ فترة مبكرة، إذ إن هذه الخطوة من شأنها إعادة ترتيب أوراق شؤون النقل التلفزيوني المبعثرة خصوصاً بعد أن هوت إمبراطورية راديو وتلفزيون العرب، وأصبحت أثراً بعد عين بعد 4 سنوات من النقل الحصري المميز لكافة المسابقات السعودية بجميع درجاتها، وقبلها أيضاً شبكة أوربت التي تعاني موتاً سريرياً منذ رحيل حقوق النقل عنها قبل 4 سنوات، وبعد تجربة دامت ثلاثة أعوام مثلت حينها نقلة نوعية كبيرة في مفهوم المشاهدة التلفزيونية في مواجهات كرة القدم. أفترض أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبة بالتخلي عن فكرة النقل الحصري حالياً، والسماح لأكثر من قناة بالحصول على الحقوق، ما يوفر مساحة أكبر من المتابعة للمسابقات السعودية في المنطقة، ويضمن موارد مالية كبيرة للأندية، كما أعتقد أن من الواجب أن يتضمن ملف "العالمية" شروط تقنية رفيعة المستوى لضمان نقل احترافي عال المستوى لايقل بأي حال من الأحوال عن مستوى النقل في بعض البطولات المحلية في قطر والإمارات، كما من المهم اشتراط وجود مستوى معين من التأهيل للعاملين في النقل التلفزيوني بحيث تتوفر الخبرة والمؤهل اللذان يضمنان عملاً مهنياً مميزاً، ويتم اشتراط قبل ذلك كله مستوى عالي الجودة من عربات النقل، وتميزها بعدد أكبر من كاميرات التصوير الحديثة، وكذلك تجهيز استديوهات التحليل في الملاعب بشكل أكثر تطوراً، إضافة إلى اشتراطات تقنية تضمن عدم وجود أخطاء حدثت خلال الفترة الماضية في أكثر من مناسبة. أعتقد أن الإصرار على جميع ما سبق، وتحديداً في الأسطر الأخيرة يضمن نقل مميز لدوري "جميل"، وبالتالي المستفيد من كل ذلك متابع يجد أمامه عدة خيارات تسهم في إضفاء المزيد من المتعة والمتابعة الجماهيرية سواء من الجمهور المحلي أو من الجمهور الخليجي والعربي الذين ينظرون للكرة السعودية ومسابقاتها بغبطة كبيرة، وهي من يتوفر لها مميزات دفعتها للأمام، وباتت قادرة على أن تكون أفضل من ذلك، لو تم التعامل معها بجدية أكبر من جميع الشركاء، وتم تقبل أغلب وجهات النظر التي تطرح أفكار يسهم تطبيقها في تقدم الدوري السعودي أبعد من ذلك، ووصوله إلى مرحلة متقدمة في ترتيب البطولات المحلية العالمية، ونحن نستحق أفضل من ذلك.